قال: كلا! فإنه حين رآك كان التخدير قد بدأ به؛ فهو لا يذكرك. - كل ذلك معقول، ويمكنني فعله، ولكني أعترف لك بأني ... - لا تعترف بشيء، أتريد أن أنفذ الحكم فيك، فيقبضون عليك في هذا الصباح؟
أجاب: كلا! - إذن امتثل لما أقوله لك. - أتعطيني وصلا بما لك علي من الدين؟
أجاب: نعم.
قال: ولكنك لا تعلم ما يوجد في هذا الصندوق؟
أجاب: كلا. - إذن فانتظر. وقد فتح الصندوق، فتراجع البارون مذعورا إذ وجد فيه جثة، فضحك الرجل وقال له: اطمئن يا سيدي البارون، فهذا مثال مجوف من الشمع، أريد عرضه في الولايات المتحدة، فإن الأميركيين يعجبون بهذه الأشياء. - كم كلفك هذا؟
أجاب: عشرين ليرة. - إليك مائة ليرة أجرة اغتسالك. - أنا أغتسل؟ ولماذا؟ - سر وتعلم، فإنك ستنقل هذا المثال الشمعي إلى مكان آخر، وهو سيفيدك حين يعود هذا الغلام إلى هواه. - لا أفهم شيئا مما تقول. - أقول: إن هذا الفتى يمثل، ويلعب ألعابا بهلوانية كما تدل ملابسه، فإذا سئلت عنه بعد استفاقته تقول: إنه أتاك وسألك أن تأخذه معك إلى أمريكا فأبيت، فذهب وعاد إلى منزلك في غيابك، واختبأ في الصندوق المعد للتمثال الشمعي. - كل ذلك معقول وسليم، ولكني لم أفهم بعد كيف تريد أن أغتسل؟ - ذلك أنك ستلبس قبعة هذا الغلام ووشاحه الخارجي، وتذهب إلى جسر النهر، فتسير عليه حتى تستلفت أنظار أحد رجال البوليس، وعند ذلك تخلع الوشاح والقبعة، فتضعهما على جدار - سور - الجسر ، وتلقي بنفسك في النهر، وأنت من الماهرين في السباحة، فتغوص في المياه، وتخرج منها إلى شاطئ بعيد، بحيث توهم البوليس أنك غرقت. - ولكن أية فائدة من كل هذا؟
أجاب: أريد أن يأخذوا قبعة الغلام ووشاحه إلى إدارة البوليس كي يعرفوا صاحبهما ويثقوا أنه مات غرقا.
قال: ولكنا في أشهر الشتاء والبرد شديد.
أجاب: لا بأس، فسأعد لك كل وسائل التدفئة، وانتظر هنا، فأخذ القبعة والوشاح وانصرف، وبعد ساعة عاد، فقال للبارون: لقد قضي الأمر على ما أردت.
قال: وأنا أعددت الصناديق في أثناء غيابك، ووضعت الفتى في الصندوق الطويل بحيث لم يبق ما يحول دون سفرك.
Shafi da ba'a sani ba