Abu Shuhada Husayn Ibn Ali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Nau'ikan
فوجم القوم مبهوتين، وغلبت دموعهم قلوبهم؛ فبكى العدو كما بكى الصديق! •••
لم تنقض في ذلك اليوم خمسون سنة على انتقال النبي محمد
صلى الله عليه وسلم
من هذه الدنيا إلى حظيرة الخلود، محمد الذي بر بدينهم ودنياهم فلم ينقل من الدنيا حتى نقلهم من الظلمة إلى النور، ومن حياة التيه في الصحراء إلى حياة عامرة يسودون بها أمم العالمين. ثم هذه خمسون سنة لم تنقض بعد، وإذا هم في موكب جهير يجوب الصحراء إلى مدينة بعد مدينة: سباياه بنات محمد حواسر على المطايا وأعلامه رءوس أبنائه على الحراب، وهم داخلون به دخول الظافرين!
وبقيت الجثث حيث نبذوها بالعراء «تسفي عليها الصبا».
فخرج لها مع الليل جماعة من بني أسد كانوا ينزلون بتلك الأنحاء، فلما أمنوا العيون بعد يوم أو يومين سروا مع القمراء إلى حيث طلعت بهم على منظر لا يطلع القمر على مثله - شرفا ولا وحشة - في الآباد بعد الآباد.
وكان يوم المقتل في العاشر من المحرم، فكان القمر في تلك الليلة على وشك التمام، فحفروا القبور على ضوئه، وصلوا على الجثث ودفنوها، ثم غادروها هناك في ذمة التاريخ. فهي اليوم مزار يطيف به المسلمون متفقين ومختلفين، ومن حقه أن يطيف به كل إنسان؛ لأنه عنوان قائم لأقدس ما يشرف به هذا الحي الآدمي بين سائر الأحياء.
فما أظلت قبة السماء مكانا لشهيد قط هو أشرف من تلك القباب بما حوته من معنى الشهادة وذكرى الشهداء.
الفصل الثامن
جريرة كربلاء
Shafi da ba'a sani ba