Abu Shuhada Husayn Ibn Ali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Nau'ikan
فهي بيعة نشأت في مهد الدس والتمليق، ولم يجسر معاوية عليها حتى شجعه عليها من له مصلحة ملحة في ذلك التشجيع. •••
كان المغيرة بن شعبة واليا لمعاوية على الكوفة، ثم هم بعزله وإسناد ولايته إلى سعيد بن العاص جريا على عادته في إضعاف الولاة قبل تمكنهم، وضرب فريق منهم بفريق حتى يعينه بعضهم على بعض ولا يتفقوا عليه. فلما أحس المغيرة نية معاوية، قدم الشام ودخل على يزيد وقال له كالمستفهم المتعجب: لا أدري ما يمنع أمير المؤمنين أن يعقد لك البيعة؟!
ولم يكن يزيد نفسه يصدق أنه أهل لها، أو أن بيعته مما يتم بين المسلمين على هينة. فقال للمغيرة: أوترى ذلك يتم؟
فأراه المغيرة أنه ليس بالعسير، إذا أراده أبوه.
وأخبر يزيد أباه بما قال المغيرة، فعلم هذا أن فرصته سانحة، وأنه سيبادل معاوية رشوة آجلة برشوة عاجلة. يرشوه بإعانته على بيعة يزيد، ويأخذ منه الرشوة ببقائه على ولاية الكوفة إلى أن يقضي في أمر هذه البيعة، وله في التمهيد لها نصيب.
فلما لقي معاوية سأله هذا عما أخبره به يزيد، فأعاده عليه وهو يزخرفه له بما يرضيه. قال: قد رأيت ما كان من سفك الدماء والاختلاف بعد عثمان، وفي يزيد منك خلف فاعقد له، فإن حدث بك حادث كان كهفا للناس وخلفا منك، ولا تسفك دماء ولا تكون فتنة.
فسأله معاوية وهو يتهيب ويتأنى: ومن لي بذلك؟
قال: أكفيك أهل الكوفة، ويكفيك زياد أهل البصرة، وليس بعد هذين المصرين أحد يخالفك.
فرده معاوية إلى عمله كما كان يتمنى، وأوصاه ومن معه ألا يتعجلوا بإظهار هذه النية. ثم استشار زياد بن أبي سفيان ، فأطلع هذا بعض خاصته على الأمر وهو يقول: إن أمير المؤمنين، يتخوف نفرة الناس ويرجو طاعتهم. ويزيد صاحب رسلة وتهاون مع ما قد أولع به من الصيد. فالق أمير المؤمنين وأد إليه فعلات يزيد وقل له رويدك بالأمر، فأحرى أن يتم لك ولا تعجل فإن دركا في تأخير خير من فوت في عجلة.
فأشار عليه صاحبه «ألا يفسد على معاوية رأيه ولا يبغضه في ابنه»، وعرض عليه أن يلقى يزيد فيخبره أن أمير المؤمنين كتب إليك يستشيرك في البيعة له، وأنك تتخوف خلاف الناس لهنات ينقمونها عليه، وأنك ترى له ترك ما ينقم عليه؛ لتستحكم له الحجة على الناس. •••
Shafi da ba'a sani ba