Abu Shuhada Husayn Ibn Ali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Nau'ikan
جياد أمير المؤمنين أتان
وقد يكون عبد الله بن حنظلة مبالغا في المذمة حين قال فيما نسب إليه: «والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء. إن رجلا ينكح الأمهات والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة، والله لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت الله فيه بلاء حسنا.»
ولكن الروايات لم تجمع على شيء كإجماعها على إدمانه الخمر، وشغفه باللذات، وتوانيه عن العظائم. وقد مات بذات الجنب وهو لما يتجاوز السابعة والثلاثين، ولعلها إصابة الكبد من إدمان الشراب والإفراط في اللذات. ولا يعقل أن يكون هذا كله اختلاقا واختراعا من الأعداء؛ لأن الناس لم يختلقوا مثل ذلك على أبيه أو على عمرو بن العاص، وهما بغيضان أشد البغض إلى أعداء الأمويين، ولأن الذين حاولوا ستره من خدام دولته لم يحاولوا الثناء على مناقب فيه تحل عندهم محل مساوئه وعيوبه، كأن الاجتراء على مثل هذا الثناء من وراء الحسبان.
ولم يكن هذا التخلف في يزيد من هزال في البنية أو سقم اعتراه كذلك السقم الذي يعتري أحيانا بقايا السلالات التي تهم بالانقراض والدثور، ولكنه كان هزالا في الأخلاق وسقما في الطوية، قعد به عن العظائم مع وثوق بنيانه وضخامة جثمانه واتصافه ببعض الصفات الجسدية التي تزيد في وجاهة الأمراء كالوسامة وارتفاع القامة، وقد أصيب في صباه بمرض خطير - وهو الجدري - بقيت آثاره في وجهه إلى آخر عمره، ولكنه مرض كان يشيع في البادية، ولم يكن من دأبه أن يقعد بكل من أصيب به عن الطموح والكفاح. •••
وعلى فرط ولعه بالطراد حين يكون الطراد لهوا وفراغا، كانت همته الوانية تفتر به عن الطراد حين تتسابق إليه عزائم الفرسان في ميادين القتال، ولو كان دفاعا عن دينه ودنياه.
فلما سير أبوه جيش سفيان بن عوف إلى القسطنطينية لغزو الروم ودفاعهم عن بلاد الإسلام - أو بلاد الدولة الأموية - تثاقل وتمارض حتى رحل الجيش، وشارع بعد ذلك أنه امتحن في طريقه ببلاء المرض والجوع، فقال يزيد:
ما إن أبالي بما لاقت جموعهم
بالفرقدونة من حمى ومن موم
إذا اتكأت على الأنماط مرتفقا
بدير مران عندي أم كلثوم
Shafi da ba'a sani ba