Abu Shuhada Husayn Ibn Ali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Nau'ikan
وفاء وشجاعة
وقد اشتهر مع الجود بصفتين من أكرم الصفات الإنسانية وأليقهما ببيته وشرفه، وهما: الوفاء والشجاعة.
فمن وفائه أنه أبى الخروج على معاوية بعد وفاة أخيه الحسن؛ لأنه عاهد معاوية على المسالمة، وقال لأنصاره الذين حرضوه على خلع معاوية إن بينه وبين الرجل عهدا وعقدا لا يجوز له نقضه حتى تمضي المدة، وكان معاوية يعلم وفاءه وجوده معا، فقال لصحبه يوما وقد أرسل الهدايا إلى وجوه المدينة من كسى وطيب وصلات: «إن شئتم أنبأناكم بما يكون من القوم. أما الحسن: فلعله ينيل نساءه شيئا من الطيب ويهب ما بقي من حضره ولا ينتظر غائبا، وأما الحسين: فيبدأ بأيتام من قتل مع أبيه بصفين فإن بقي شيء نحر به الجزر وسقى به اللبن.»
وشجاعة الحسين صفة لا تستغرب منه؛ لأنها «الشيء من معدنه» كما قيل، وهي فضيلة ورثها عن الآباء وأورثها الأبناء بعده، وقد شهد الحروب في إفريقية الشمالية وطبرستان والقسطنطينية، وحضر مع أبيه وقائعه جميعا من الجمل إلى صفين، وليس في بني الإنسان من هو أشجع قلبا ممن أقدم على ما أقدم عليه الحسين في يوم كربلاء.
وقد تربى للشجاعة كما تلقاها في الدم بالوراثة، فتعلم فنون الفروسية كركوب الخيل والمصارعة والعدو من صباه، ولم تفته ألعاب الرياضة التي تتم بها مرانة الجسم على الحركة والنشاط، منها لعبة تشبه «الجولف» عند الأوروبيين كانوا يسمونها المداحي: جميع مدحاة، وهي أحجار أمثال القرصة يحفرون في الأرض حفيرة ويرسلون تلك الأحجار، فمن وقع حجره في الحفيرة فهو غالب. •••
أما عاداته في معيشته: فكان ملاكها لطف الحس وجمال الذوق والقصد في تناول كل مباح. كان يحب الطيب والبخور، ويأنق للزهر والريحان.
وروى أنس بن مالك أنه كان عنده فدخلت عليه جارية بيدها طاقة من ريحان فحيته بها. فقال لها: «أنت حرة لوجه الله تعالى.» فسأله أنس متعجبا: «جارية تجيئك بطاقة ريحان فتعتقها؟!» قال: «كذلك أدبنا الله. قال تبارك وتعالى:
وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها
وكان أحسن منها عتقها.»
وكان يميل للفكاهة ويأنس في أوقات راحته لأحاديث أشعب وأضاحيكه، ولكنه على شيوع الترف في عصره لم يكن يقارب منه إلا ما كان يجمل بمثله؛ حتى تحدث المتحدثون أنه لا يعرف رائحة الشراب.
Shafi da ba'a sani ba