وأخيرا كتاب «مثلث الدمار في مساوئ الخمر والدعارة والقمار».
وتتسم مؤلفات الأستاذ داغر بطلاوة الإنشاء والتدقيق في اللغة مع بساطة العبارة وحلاوتها.
وصفة أخرى تعد اليوم نادرة في كتاب وأدباء العصر، فإن ما يسمونه الأدب المكشوف لم يعرفه أسعد داغر في كتابته، بل كل ما خطه قلمه كان مهذبا جديرا بأن تقرأه الفتيات والسيدات.
وقد ظهرت مقدرة الأستاذ داغر وفنه الصحافي في مجلة «المضمار» التي أنشأها بعد أن ترك خدمة حكومة السودان، وهي صحيفة عربية خدمت الفنون الجميلة والألعاب الرياضية وأذاعت أخبارها بعبارة رصينة ولغة مهذبة وصور أنيقة.
وخافها بعض الزملاء ولم يقووا على منافستها فعمدوا إلى محاربتها محاربة غير مشروعة، بأن اتفقوا مع باعة الصحف على ألا يحملوها فقضوا عليها، وهي في السنة الثانية من حياتها المباركة.
كان الأستاذ داغر من زبائن الاسبلندد بار عندما كان ندوة للأدباء ورجال القلم وكتاب الصحف.
وأخيرا عمد إلى بيته، فكان قليلا ما يزايله إلا إلى نزهة قصيرة أو زيارة عائلية أو الذهاب إلى إحدى المطابع أو المكتبات.
وكانت آخر صدمة أصابته وفاة السيدة قرينته، فرثاها بقصيدة تعد فريدة في بابها بين ما نظمه شعراء العصر في مراثي ذويهم.
وفي السنوات الأخيرة كانت داره مجمعا لبعض الأنسباء والأدباء مساء كل خميس.
كانت جلسات بريئة ليس فيها خمر ولا بوكر ولا بريدج.
Shafi da ba'a sani ba