تضامنوا مع أصحاب المطابع الكبرى في أن لا يطبع أحدهم هذه الجريدة.
وأمروا الباعة وأصحاب الأكشاك في أنحاء فرنسا ألا يحملوا الجريدة ولا يضعوها في أكشاكهم.
واتفقوا مع شركات الإعلانات على ألا تنشر إعلاناتها في جريدة كوتي.
ولكن كوتي كان أقوى من الجميع، فلم يبال بتلك الحوائل والعراقيل. وأتى بعشرات الألوف من الصبيان والبنات وسرحهم في باريس والضواحي والأقاليم بأعداد «صديق الشعب»، ولم تلبث حتى فازت في السوق على الماتين والبتي بارزيان والبتي جرنال؛ لأن الجميع وجدوا فيها خير ما يقرأ من مقالات تحررها أقلام كبار كتاب «الفيغارو» وغيرهم وأخبار جديدة، ونتف أظرف أهل الأدب.
وتم النصر لكوتي، وأقر له خصومه.
ومات كوتي، وأنزل إلى قبره مستريحا لأنه خدم بنات حواء وأبناء آدم بتعطير أجسامهم، وخدم الصحافة في «الفيغارو» التي تنازل عن ملكيتها منذ بضعة أسابيع، وفي «صديق الشعب» وهي اليوم أشهر صحيفة فرنسوية شعبية، وفي جمعية التضامن.
والعمر الطويل بعده لمولانا «أبو هنيدي» وإخوانه تجار التربيعة!
الفصل الخامس والثلاثون
الصحافي نجيب هاشم
مات نجيب هاشم، أقدم مخبر من مراسلي الصحف العربية المصرية.
Shafi da ba'a sani ba