علي يذب بسيفه، وسعد بن أبي وقاص يرمي بقوسه حتى كتب لهم النصر ...
فكانوا الأبطال الشجعان في ساحات الوغى، والإخوان الأتقياء الرحماء في ميادين الحياة، وصدق فيهم قوله تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا} (1).
أولئكم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الذين علت نفوسهم، وصفت قلوبهم، وسمت مثلهم، بعد أن ذاقوا حلاوة الإيمان، فحافظوا على الشريعة بكل ما أوتوا من قوة، سرا وعلانية حتى إنا نرى بعض من أخطأ منهم كان يقدم نفسه للرسول - صلى الله عليه وسلم - لينال جزاءه في الدنيا قبل الآخرة، من ذلك ما رواه الإمام مسلم بسنده عن بريدة قال: «جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، طهرني، فقال: «ويحك (2)! ارجع فاستغفر الله وتب إليه»، قال: فرجع غير بعيد، ثم جاء، فقال: يا رسول الله، طهرني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فيم أطهرك؟» فقال: من الزنى، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبه جنون؟» فأخبر أنه ليس بمجنون، فقال: «أشرب خمرا؟» فقام رجل فاستنكهه، فلم يجد منه ريح خم ر ، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أزنيت؟» فقال: نعم، فأمر به فرجم ... ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس، فسلم ثم جلس، فقال: «استغفروا لماعز بن مالك». قال: فقالوا: غفر الله لماعز بن مالك، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
Shafi 33