Abu Huraira
أبو هريرة راوية الإسلام
Mai Buga Littafi
مكتبة وهبة
Lambar Fassara
الثالثة، 1402 هـ - 1982
وأما حديث أبي هريرة في تأمير أبي بكر على الحج سنة براءة، فإنه جاء من طرق كثيرة لا يرقى إليها الشك، ولا يتناولها الظن، والمؤرخون مجمعون على أنه كان أمير الحج ذلك العام، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعث عليا بأول سورة براءة، ليقرأها على الناس، وقد سأل أبو بكر عليا عندما أتاه: «استعملك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الحج؟» قال: «لا ولكن بعثني أقرأ براءة على الناس» (1)، ويقول الإمام الشافعي: «وبعث رسول الله أبا بكر واليا على الحج في سنة تسع، وحضره الحج من أهل بلدان مختلفة، وشعوب متفرقة، فأقام لهم مناسكهم، وأخبرهم عن رسول الله بما لهم وما عليهم.
وبعث علي بن أبي طالب في تلك السنة، فقرأ عليهم في مجمعهم يوم النحر آياتا من سورة (براءة)، ونبذ إلى قوم على سواء وجعل لهم مددا، ونهاهم عن أمور».
ولكن المؤلف الذي اتبع المنهج العلمي، والذوق الفني السليم، - كما ادعى - أبى إلا أن يساير أصول عقيدته، ورفض هذه الروايات، وقبل رواية الطبرسي وفيها أنه أعطى عليا أول سورة براءة «وعهد إليه بالولاية العامة على الموسم، وأمره بأن يخير أبا بكر بين أن يسير مع ركابه أو يرجع إلى المدينة» (3).
الأول: أنها شاذة ومنكرة لمخالفتها الروايات الصحيحة الموثوق بها.
الثاني: أنها غير مسندة فلا يقوم دليلا؛ وكيف نحكم بصحتها، ونقبلها من غير أن نعرف الأمناء الذين نقلوها إلينا؟.
ولو فرضنا أنها صحيحة السند، ولم يذكره الكاتب، فهي مردودة من
Shafi 187