Abu Huraira
أبو هريرة راوية الإسلام
Mai Buga Littafi
مكتبة وهبة
Lambar Fassara
الثالثة، 1402 هـ - 1982
ثم ساق رواية واهية مفادها أن معاوية أرسل أبا هريرة والنعمان بن بشير ليفاوضا عليا ويأخذا قتلة عثمان إلى معاوية، لتجتمع كلمة المسلمين بعدها. وأقام النعمان بن بشير عند علي وعاد أبو هريرة إلى معاوية وأخبره بما حدث في محاولتهما. قال المؤلف: «فأمره معاوية أن يعلم الناس ففعل ذلك وعمل أعمالا ترضي معاوية» وهذه الرواية لم ترو بسند صحيح قط ولم أجدها إلا في " نهج البلاغة ".
ثم إن صحت الرواية فهل يعاب على أبي هريرة أن يكون وسيط خير وداعيا إلى جمع كلمة المسلمين!!؟ وأما ما ذكره ابن قتيبة من قدوم أبي هريرة وأبي الدرداء على معاوية وعلي - رضي الله عنهما - ومناصحتهما معاوية لحقن دماء المسلمين ثم اتصالهما بعلي - رضي الله عنه - من أجل قتلة عثمان، فإنها تدل على اعتزال أبي هريرة الفتنة ومحاولة جمع كلمة المسلمين بالرغم من ضعف هذه الرواية (1).
ثم يقول الكاتب: «وحين جد الجد، وحمى وطيس الحرب، ورد على أبي هريرة من الهول ما هزم فؤاده وزلزل اقدامه، وكان في أول تلك الفتنة لا يشك بأن العاقبة ستكون لعلي. فضرب الأرض بذقنه، قابعا في زاويا الخمول يثبط الناس عن نصرة أمير المؤمنين بما يحدثهم به سرا وكان مما قاله يومئذ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: «ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم» [صفحة 24].
هل بعد هذا النص شك في أن الكاتب متحامل على أبي هريرة؟ إنه يدعي البحث العلمي والذوق الفني، ثم يسيره هواه أنى يشاء ضاربا بما ادعى عرض الحائط!! ويأبى أن يقبل ما دل من النصوص على اعتزال أبي هريرة جميع الحوادث، التي دارت بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما -.
ويحاول الكاتب أن يستنتج من غزوة بسر بن أرطأة الحجاز واليمن قبول أبي هريرة ولاية المدينة. فيقول: «وفي ختام هذه الفظائع أخذ
Shafi 180