Abu Huraira
أبو هريرة راوية الإسلام
Mai Buga Littafi
مكتبة وهبة
Lambar Fassara
الثالثة، 1402 هـ - 1982
عليهم جميعا، في الفتوى والاجتهاد، وأنه لا يقل في ذلك عن عبد الله بن عمر، و عثمان بن عفان وغيرهما من كبار الصحابة، وأنه كثيرا ما كانت تتلاقى فتاواه بفتاوى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
ولسعة علمه، وإتقانه وحفظه، وفضله ومكانته، وورعه وتقواه كثر الناس عليه، في عصره ينهلون من علمه، ويعملون به، وبقي علما لمن بعده يقتدى به ويهتدى بسيرته ..
وكان أبو هريرة في فتواه يقتدي بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، ويحرص على تتبع حديثه - عليه الصلاة والسلام - وأحكامه وفتاواه، من هذا ما رواه أبو داود بسنده عن هلال بن أسامة، أن أبا ميمونة سلمى مولى من أهل المدينة رجل صدق، قال: بينما أنا جالس مع أبي هريرة، جاءته امرأة فارسية معها ابن لها فادعياه، وقد طلقها زوجها، فقالت: يا أبا هريرة، ورطنت له بالفارسية، زوجي يريد أن يذهب بابني، فقال أبو هريرة: «استهما عليه»، ورطن لها بذلك، فجاء زوجها، فقال: من يحاقني في ولدي، فقال أبو هريرة: «اللهم إني لا أقول هذا إلا أني سمعت امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا قاعد عنده، فقالت: يا رسول الله، إن زوجي يريد أن يذهب بابني، وقد سقاني من بئر أبي عنبة، وقد نفعني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استهما عليه»، فقال زوجها: من يحاقني في ولدي؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هذا أبوك، وهذه أمك فخذ بيد أيهما شئت»، فأخذ بيد أمه، فانطلقت به» (1).
Shafi 131