70

ورجع السائل إلى سؤال لاحق بما تقدم فقال: لكنهم على ما يقولون قد عدلوا في الأجور بين العاملين، فأجر اليوم واحد لا اختلاف فيه.

قال المعري: أجر اليوم واحد لا خلاف فيه ولكن العامل المحظوظ عندهم قد يعطى عدة أجور، فهي مساواة من ناحية واختلاف من عدة أنحاء.

وفرغ السائلون عن معاشر الشيوعيين فنهض السائلون عن أمم الشمال.

قال طالب علم: ألعل الأستاذ قد حمد من قومنا ما ليس يحمده من أولئك الأقوام؟

قال المعري: نعم ولا أداجيك يا بني؛ فقد رأيت أنكم أبعد الناس عن مداجاة، وإن بقيت منها أثارة في جميع بني حواء.

قال الطالب: وماذا حمد الأستاذ مما شهد فينا؟

قال المعري وهو يوجز في جوابه: حمدي منكم يا بني تجارتكم التي بنيتموها على التعاون بين البائعين والشارين، فما منكم إلا من يأخذ كفايته ويعطي كفاية الآخرين، ولا ربح لأحد منكم خاصة، بل أنتم جميعا رابحون، لأنكم بائعون شارون.

ذلك يا بني سبيل قوام بين احتكار المحتكرين وبين اشتراك الشيوعيين، فإذا اهتدى إليه الناس جميعا فلعلهم يستريحون من تفريط هؤلاء ومن إفراط هؤلاء.

وحمدت منكم يا بني أنكم لا تفتحون البلدان ولا تقتحمون الأسواق، وأنتم مع هذا غانمون رائجون، لكل سلعة من أرضكم طالب غير مغبون.

وحمدت منكم يا بني تعليم الفقير وتعليم الضعيف، فما من طفل بينكم إلا وله مدرسته وله معلموه، وإن أهمله أناس في بلاد أخرى لضعف فيه أو لقصور ظاهر عليه.

Shafi da ba'a sani ba