105

ومال التلميذ إلى الأستاذ يسأله: أعلمت يا مولاي ما سبب الكارثة؟

فقال الأستاذ: وما سببها؟

قال: أنت يا مولاي!

قال: ويحك! وكيف أكون أنا سببا لإغراق سفينة أنا راكب فيها! أهي دعوة صائبة؟

قال التلميذ: بل هو مجاز خائب. كتبت بعض الصحف أن سفينة من السفن تفارق الشواطئ الأندلسية وعليها ذخيرة عربية نفيسة، ومن تكون الذخيرة العربية النفيسة غير أبي العلاء؟ فلما تواترت الأنباء بهذا المجاز النفيس حسب الثائرون على حكومة الأندلس أن هذه الحكومة تبعث بالتحف العربية الغالية إلى بلاد أجنبية، لتودعها أو ترهنها هناك فطاردتنا وأغرقتنا لتحرمها هذه الذخيرة، أو تستولي عليها إذا أدركتها قبل أن تبتلعها اللجة، فغرقت السفينة وهلك من هلك من جراء أبي العلاء.

قال أبو العلاء: قاتل الله المجاز، بل هو الذي أهلك القوم كما أهلك من قبلهم أمما خالية أغرقها المجاز في بحار من الكلام، وأنا مع ذلك القائل:

لا تقيد علي لفظي فإني

مثل غيري تكلمي بالمجاز

نعم وأنا القائل أيضا:

بني الدهر مهلا إن ذممت فعالكم

Shafi da ba'a sani ba