الأمر الثاني:
إيراده أربعة أعلام مشهورة للكلاب نص منها على ثلاثة، وهي: كسيب وكساب وكسبة، وسكت عن واحد وهو سحام، فدل بسكوته على عده من أسماء الأجناس، وكلاهما لا يبرئه من معرة المعري؛ لأن جعل سحام اسم جنس وهم ظاهر. وإيراد ثلاثة أعلام خارج عن مقصود أبي العلاء، إلا أن يكون أوردها زيادة منه في الفائدة. وهو أيضا تقصير، لاقتصاره عليها، مع وجود ما هو أشهر منها.
الأمر الثالث:
ما فاته من أسمائه، وهو ما نريد استدراكه هنا، وبعضه مر أثناء الشرح، فمنها: «الدرواس» بكسر أوله، وهو الغليظ العنق من الكلاب، وقيل الكبير الرأس منها، وقول بعضهم:
بتنا وبات سقيط الطل يضربنا
عند الندول قرانا نبح درواس
قيل: إن أولى ما يفسر به: الكلب، لقوله: قرانا نبح درواس؛ لأن النبح إنما هو في الأصل للكلاب. وقوله: الندول، يجوز أنه عنى به امرأة أو رجلا من الندل وهو شبيه الوسخ، أو عنى به كلبة. ورواه الجاحظ في كتاب الحيوان: «بين البيوت». ودرواس أيضا: اسم كلب بعينه. والأظهر أن البيت قيل فيه، أو في كلب آخر يسمى بهذا الاسم.
و«الأرشم» قالوا: سمي بذلك لتشممه الطعام وحرصه. وقد يطلق أيضا على الذئب.
و«العفراس» بالكسر، وهو الشديد العنق الغليظه من الكلاب، ومثله «العفرنس». و«القلاظ» بالضم و«القيليط» بالكسر، كلاهما القصير المجتمع، ويقال فيهما: القلطي ، وقد ذكره الناظم. «والأغضف» ومثله «الغاضف» وهو المسترخي الأذن من الكلاب. وفرق بينهما ابن الأعرابي فقال: الغاضف من الكلاب المتكسر أعلى أذنه إلى مقدمه، والأغضف إلى خلفه، كذا في اللسان. ثم قال: والغضف، كلاب الصيد من ذلك صفة غالبة. انتهى. وقول لبيد:
حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا
Shafi da ba'a sani ba