دعيت أبا العلاء وذاك مين
ولكن الصحيح أبو النزول
يقول ذلك جريا على عادته في الخمول والتواضع.
وقد خلط بعض العصريين بين أبي العلاء المعري وأبي العلاء صاعد اللغوي؛ لاتفاقهما في الكنية، واشتهار كليهما باللغة، فنسب للمعري كتابا اسمه الفصوص في قصة ساقها، وإنما هو لصاعد، وسيأتي تفصيل ذلك في فصل مؤلفاته.
فصل في بيته
كان أبو العلاء من بيت علم وقضاء، ورياسة وثراء. تولى جماعة من أهله قضاء المعرة وغيرها، ونبغ منهم قبله وبعده كثيرون راسوا وساسوا، وكان فيهم العالم والكاتب والشاعر. ولأهل المعرة اعتقاد كبير فيهم، ولواذ بهم، وفزع إليهم في أمورهم. وذكروا أن كمال الدين بن العديم عقد فصلا لتراجمهم وأخبارهم في كتابه: «دفع التحري عن أبي العلاء المعري»، إلا أني لم أظفر بهذا الكتاب مع كثرة بحثي وتنقيبي عنه، فاعتمدت في أكثر ما أذكره هنا على ما في «إرشاد الأريب» لياقوت، و«الكوكب الثاقب» لعبد القادر بن عبد الرحمن السلوي، وتركت كثيرا منهم لعدم تحققي من صحة أنسابهم وألقابهم، بسبب تحريف النسخ.
فمنهم: «جده الأدنى سليمان بن محمد أو أحمد»، الشهير بقاضي المعرة، وولي أيضا القضاء بحمص، وبها مات سنة 290ه، وكان أبوه شاعرا. «عمه أبو بكر محمد بن سليمان» ولي القضاء بعد أبيه، وفيه يقول الصنوبري:
بأبي يا ابن سليما
ن لقد سدت تنوخا
وهم السادة شبا
Shafi da ba'a sani ba