وأراد الثاني قوله من قصيدة أخرى:
كذا الفاطميون الندى في أكفهم
أعز امحاء من خطوط الرواجب
1
يريد: أن الندى ملازم لأكفهم، كما أن خطوط الرواجب ملازمة لها.
وفي البيت الأول نادرة لأبي العلاء، وذلك أنه بلغ من ولوعه بالمتنبي أنه كان إذا ذكر الشعراء يقول: قال أبو نواس كذا، قال البحتري، قال أبو تمام، فإذا أراد المتنبي قال: قال الشاعر. فقيل له يوما: لقد أسرفت في وصفه، فقال: أليس هو القائل:
بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها
وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه
كم يقف الشحيح على خاتمه ؟ يقف عليه أربعين يوما. فقيل له: ومن أين علمت ذلك؟ قال: سليمان بن داود عليهما السلام وقف على طلب الخاتم أربعين يوما، فقيل له: ومن أين علمت أنه بخيل؟ قال: من قوله تعالى:
وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ، وما كان عليه أن يهب الله لعباده أضعاف ملكه!
Shafi da ba'a sani ba