هواء فرنسا لا يطيب لك يا ابنتي، بيد أن فرنسا لا تضيف إلا الفرنسيين وأنت غريبة عنهم، فلا يأمنوا لك وربما آذوك أو قتلوك.
مريم :
يقتلوني جزاء ما فعلت ... أهم كذلك؟
برنار :
كلا كلا، ولكن وربما ... بل هم ...
مريم :
أما والله لقد كان في فؤادي يوم أرسلتني إلى فخر الدين وخز أليم.
برنار (باحتداد) :
وخز أليم! وخز أليم! ادخلي ادخلي، قدمي العلف للبقر (تذهب إلى القفة تأخذها وتدخل)
لعنة الله عليك من وقاح، لن تفارق الدم غريزته ولا القلب طبيعته (هنا يدخل هبة الله في ملابس كاتب من كتاب القصر ... قباء قصير على قفطان من الكمخا، أي: «الشاهي» العريض التخطيط جدا ومنطقة عريضة إلا أنه لبس فوق ذلك برنسا عربيا مشقوقا من قمته إلى رأس الفؤاد فقط وله أقباع «طرطور» متصل بالبرنس عند العاتق، وعلى رأسه كلوتة دقيقة مضربة اعتم عليها بشاش من القطن تحنك به على زي المغاربة، وهو لبس الفاطميين الذين جاءت الدولة القائمة على أثرهم منذ عهد يعد قريبا، ولذلك لم تتغير ملابس العامة في أيام الفاطميين، وظل هذا اللباس لباس العرب في كل مكان، وقد لبس هبة الله لبسهم ليتنكر، وهبة هذا رجل قصير القامة مستطيل الوجه أسمره نوعا ما، ذو عينين واسعتين وحاجبه مقوس قليلا يحكم من يراه أنه ممن يتعمقون في بحث الأمور العادية التي تنكشف لأول وهلة، وذلك لما طبع عليه من الارتياب والتشوش الذهني، على شيء من الغرور، وتقصي الآمال الكاذبة، فإذا رآه برنار وقف متهللا، وهو متكئ على عكازته)
Shafi da ba'a sani ba