ما هذا!
أقطاي :
بيبرس! (وإذا بشجرة الدر قد فتحت الباب الأيمن وظهرت فتقدمت ثم وقفت تنظر، وشجرة الدر هذه في الخامسة والثلاثين من العمر كبيرة العينين حلوة الوجه صغيرته، نظرتها نظرة الصقر هادئة، تدل ملامحها على أنها قوية العصب واسعة الحيلة، وهي مرتدية قباء من الحرير السميك قصير الكمين مطرزا، حول قبته وعلى ظهره وأطراف كميه وسجفه بالزركش الثمين المرصع بالجواهر على صور طيور وأفنان، وتحته قفطان من الحرير الأبيض المطرز أيضا قد تمنطقت عليه بحياصة مرصعة بالجواهر، وتدلت منها ذلاذل من أسماط اللؤلؤ تخفي بينها خنجرا صغيرا مرصع المقبض والقراب، وعلى رأسها عمامة من الشاش الحريري الإسكندري «المقدوني» قد نثر عليها اللؤلؤ في أسماط ثبتت على صورة بوائك وموشحات، برزت فيما فوق الجبين منها درة سوداء كبيرة تحيط بها درر أخرى، وعلى صدرها ولبتها عقود من اللؤلؤ أيضا، وفي رسغيها وأصابعها سواران وخاتم ثمين، وفي رجليها حذاء على شكل «المركوب » أو هو بعينه مرصع بالجواهر، وقد انتقبت بغطاء شعشاع؛ إذ إن جميع من في الدار عبيد زوجها ورجال بعضهم طواشى والبعض ممن اتصلوا في الخدمة بها مدة طويلة). (الأمراء يتنحون فيرجع بيبرس إلى مكانه وأقطاي يقف إلى جوار فخر الدين ومحسن حيث كان يعمل وسهيل يبعد رقعة الشطرنج إلى الوراء).
شجرة :
فخر الدين بن شيخ الشيوخ وبيبرس البندقداري! إذن فقد ضاعت الدولة على أيديكم أيها الأمراء (ملتفتة إلى الأمراء)
أيقاتلكم العدو في ظاهر بلادكم، وتقتتلون أنتم في باطنها، ثم تبتغون نصر الله! مرحى! مرحى لزعماء الأجناد (تتقدم وتنزل الرحبة) . ماذا جر إلى هذا الشقاق يا محسن؟
محسن :
تخلى الأمير فخر الدين عن دمياط يا سيدتي.
شجرة (إلى بيبرس) :
لعل للأمير عذرا في إخلائها، أفمن حقك أن تجزيه على ذنبه؟ لو كان فخر الدين قد أخطأ فيما فعل لضرب السلطان عنقه أسوة بسواه.
Shafi da ba'a sani ba