أتوا بسرعة من الغابة، يتقدمهم كارل إنجلباتش، يتبعه مارتن ولفينجتون، ثم المرأتان. وكان وراءهم، على مسافة محسوبة بعناية، ستة جنود من حرس الجرينادير. تحركوا حتى صاروا على بعد أربع أقدام من الجثة، ثم توقفوا. رفع ثيو الخاتم، ثم وضعه متعمدا في إصبعه وأظهر لهم ظهر يده.
قال: «لقد مات حاكم إنجلترا، وولد الطفل. أصغوا.»
دوت مرة أخرى، صرخة الرضيع الملحة المثيرة للشفقة. شرعوا في الاقتراب من السقيفة لكنه أعاق طريقهم قائلا: «تمهلوا. لا بد أن أستأذن الأم أولا.»
داخل السقيفة كانت جوليان تجلس متسمرة، تضم الطفل بقوة إلى صدرها، وكان فمه فاغرا يرضع، ويتحرك على بشرتها. بينما كان ثيو يقترب منها، رأى الخوف اليائس في عينيها يتحول إلى ارتياح مبتهج. وضعت الطفل في حجرها ومدت ذراعيها نحوه.
قالت وهي تنتحب: «لقد دوت رصاصتان. لم أعرف أيا منكما سأرى، أنت أم هو.»
ضم جسدها المرتعد إليه لبرهة ثم قال: «لقد مات حاكم إنجلترا. أعضاء المجلس هنا. هلا قابلتهم، وأريتهم الطفل؟»
قالت: «سأقابلهم لمدة قصيرة. ثيو، ماذا سيحدث الآن؟»
استنفد خوفها عليه لوهلة شجاعتها وقوتها فرآها لأول مرة منذ ولادة الطفل ضعيفة وخائفة. همس لها، وشفتاه تلامس شعرها. «سنأخذك إلى المستشفى، إلى مكان هادئ. وستتلقين الرعاية. لن أسمح لأحد بإزعاجك. لن تضطري للبقاء فيها لوقت طويل، وسنكون معا. لن أتركك قط. مهما حدث، سنظل معا.»
تركها وتوجه للخارج. كانوا يقفون في نصف دائرة في انتظاره، وكانت أعينهم مثبتة على وجهه. «يمكنكم الدخول الآن. لكن دون حرس الجرينادير، أعضاء المجلس فقط. إنها منهكة وتحتاج إلى الراحة.»
قال ولفينجتون: «معنا سيارة إسعاف تقف عند أول الدرب. بإمكاننا أن نستدعي المسعفين ليحملوها إليها. المروحية تبعد حوالي ميل، خارج القرية.»
Shafi da ba'a sani ba