قال: «لقد انقضى الأمر بالنسبة لها الآن يا عزيزتي. لقد أفلتت من قبضتهم إلى الأبد. ميريام وجاسكوين ولوك، أفلتوا جميعا من قبضة المجلس. كلما ماتت ضحية، تكبد الطغاة خسارة صغيرة.»
قالت: «ذلك عزاء مطمئن للغاية.» وصمتت لبرهة ثم أردفت: «لن يحاولوا تفريق شملنا، أليس كذلك؟» «لا يوجد أي شيء أو أي شخص يمكن أن يفرق شملنا، لا الحياة ولا الموت، ولا الممالك ولا السلطان، ولا أي شيء دنيوي أو سماوي.»
أسندت رأسها إلى وجنته. «يا عزيزي، ليس بوسعك أن تقطع ذلك الوعد. لكني أحببت سماعه منك.» بعد برهة سألت: «لم لا يأتون؟» لكن سؤالها لم يكن يحمل أي التياع بل حمل القليل من الحيرة.
مد يده وأمسك بيدها، ولف أصابعه حول كفها المشوه الدافئ الذي كان يراه فيما سبق منفرا للغاية، وربت عليه، دون أن يجيبها. ظلا مستلقيين جنبا إلى جنب في سكون. كان ثيو يشم الرائحة النفاذة لألواح الخشب المنشورة والنار الخامدة، والستار المستطيل الأخضر من أشعة الشمس، ويصغي إلى السكون الذي لم يكن يتخلله صوت رياح ولا طيور، وإلى نبضات قلبها وقلبه. كان يلفهما صمت شديد كان بأعجوبة خاليا من أي قلق. أذلك هو شعور ضحايا التعذيب عندما يصلون من غاية الألم إلى السلام؟ قال في نفسه: «لقد أتممت غايتي. ها قد ولد الطفل كما أرادت. هذا هو مكاننا الخاص، وتلك هي لحظتنا الخاصة، وأيا ما سيفعلون بنا، فلن يستطيعوا قط أن يسلبونا إياها.»
كانت جوليان هي من كسرت الصمت: «ثيو، أظن أنهم هنا. لقد أتوا.»
لم يسمع شيئا لكنه نهض وقال: «انتظري هنا بهدوء شديد. لا تتحركي.»
ثم أدار ظهره كي لا ترى ما يفعل، وأخرج المسدس من جيبه ووضع فيه الرصاصة. وخرج لملاقاتهم.
كان زان وحده. كان يبدو كحطاب ببنطاله المخملي المضلع القديم، وقميص بياقة مفتوحة وسترة ثقيلة. لكن الحطابين لا يأتون حاملين سلاحا؛ فقد كان جراب مسدسه ناتئا تحت السترة. كما أن الحطابين لا تشع منهم تلك الثقة، وذلك التغطرس السلطوي. كان خاتم الزواج الملكي لإنجلترا يلمع في يده اليسرى.
قال: «الأمر حقيقي إذن.» «أجل، حقيقي.» «أين هي؟»
لم يجب ثيو. قال زان: «لست بحاجة لأن أسأل؛ فأنا أعلم أين هي. لكن أهي بخير؟» «أجل هي بخير. هي نائمة الآن. أمامنا بضع دقائق قبل أن تستيقظ.»
Shafi da ba'a sani ba