222

Abkar al-Afkar fi Usul al-Din

أبكار الأفكار في أصول الدين

Nau'ikan

** وأما القائلون بالمغايرة : فقد احتجوا بمسلكين / أيضا :

** الأول :

آمنوا أشد حبا لله ) (2). أثبت المحبة المتعلقة بالله. فلو كانت المحبة ؛ هى الإرادة ؛ لما تعلقت بالله تعالى ؛ لكونه قديما ، وكون الإرادة لا تتعلق بغير الحادث.

وهو أيضا ضعيف ؛ إذا أمكن أن يكون المراد من قوله تعالى ( يحبونه ) ومن قوله : ( أشد حبا لله ) إرادة طاعته. هكذا ذكره ابن عباس ؛ وعلى هذا فلا منافاة بين الإرادة ، والمحبة.

** المسلك الثانى :

لجميع الجائزات ، والكفر والفساد من جملتها ؛ فيكون مريدا له. فلو كانت الإرادة هى المحبة والرضى ؛ لكان البارى تعالى محبا للفساد ، وراضيا بالكفر ؛ وهو محال لقوله تعالى ( والله لا يحب الفساد ) (3). وقوله تعالى : ( ولا يرضى لعباده الكفر ) (4).

فإن قيل : إن الله تعالى يحب الفساد من حيث هو معاقب عليه.

** قلنا :

[وإذ] (5) أتينا على ما أردنا تحقيقه من معنى الإرادة ؛ فهى تنقسم إلى قديم ، وحادث. والمقصود هاهنا ، إنما هو بيان إثبات الإرادة القديمة لله تعالى .

** وأما الإرادة الحادثة :

Shafi 304