Abjad Culum
أبجد العلوم
Mai Buga Littafi
دار ابن حزم
Lambar Fassara
الطبعة الأولى ١٤٢٣ هـ
Shekarar Bugawa
٢٠٠٢ م
العلم والصنائع ذهب العلم من العجم جملة لما شملهم من البداوة واختص العلم بالأمصار الموفورة الحضارة ولا أوفر اليوم في الحضارة من مصر فهي: أم العالم وإيوان الإسلام وينبوع العلم والصنائع وبقي بعض الحضارة فيما وراء النهر لما هناك من الحضارة بالدولة التي فيها فلهم بذلك حصة من العلوم والصنائع لا تنكر وقد دلنا على ذلك: كلام بعض علمائهم في تآليف وصلت إلينا من هذه البلاد وهو: سعد الدين التفتازاني١ وأما غيره من العجم فلم نر لهم من بعد الإمام ابن الخطيب٢ ونصير الدين الطوسي٣ كلاما يعول على نهايته في الإصابة - فاعتبر ذلك وتأمله تر عجبا في أحوال الخليقة والله يخلق ما يشاء لا إله إلا هو وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل والحمد لله٤.
١ انظره فيما تقدم ص٤٣. ٢ هو الإمام فخر الدين الرازي وقد سبقت ترجمته صفحة٣١. ٣ هو نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي، فيلسوف، كان رأسًا في العلوم العقلية، علامة بالأرصاد والرياضيات، وكان معضمًا عند هولاكو، له كتب كثيرة، ٥٩٧-٦٧٢هـ = ١٢٠١-١٢٧٤م. ٤ آخر كلام ابن خلدون.
المنظر الثالث: في علوم اللسان العربي
أركانه أربعة: وهي اللغة والنحو والبيان والأدب ومعرفتها ضرورية على أهل الشريعة إذ مأخذ الأحكام الشرعية كلها من الكتاب والسنة وهي بلغة العرب ونقلتها من الصحابة والتابعين عرب وشرح مشكلاتها من لغاتهم فلا بد من معرفة العلوم المتعلقة بهذا اللسان لمن أراد علم الشريعة وتتفاوت في التأكيد بتفاوت مراتبها في التوفية بمقصود الكلام حسبما يتبين في الكلام عليها فنا فنا.
والذي يتحصل: أن الأهم المقدم منها هو: النحو إذ به يتبين أصول المقاصد بالدلالة فيعرف الفاعل من المفعول والمبتدأ من الخبر ولولاه لجهل أصل الإفادة وكان من حق علم اللغة التقدم لولا أن أكثر الأوضاع باقية في موضوعاتها لم تتغير بخلاف الإعراب الدال على الإسناد والمسند والمسند إليه فإنه تغير بالجملة ولم يبق له أثر فلذلك كان علم النحو أهم من اللغة إذ في جهله الإخلال بالتفاهم جملة وليست كذلك اللغة - والله ﷾ أعلم وبه التوفيق
وقد قدمنا أن العلم من جملة الصنائع لكنه أشرفها فلا نعيد الكلام على ذلك حذرا من الإطالة.
المنظر الرابع: في أن الرحلة في طلب العلوم ولقاء المشيخة مزيد كمال في التعلم ١
والسبب في ذلك: أن البشر يأخذون معارفهم وأخلاقهم وما ينتحلون به من المذاهب والفضائل تارة: علما وتعليما وإلقاء وتارة: محاكاة وتلقينا بالمباشرة إلا أن حصول الملكات عن المباشرة والتلقين أشد
١ انظر الفصل في مقدمة ابن خلدون صفحة ١٣٦٥.
1 / 130