360

الرد القويم على المجرم الأثيم

الرد القويم على المجرم الأثيم

Mai Buga Littafi

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٠٣ هـ

Inda aka buga

الرياض - المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

ومع هذا فقد أبى الجريئون من العصريين والمفتونون منهم بالتفكيرات الخاطئة والثقافة الغربية إلا أن يطعنوا فيما خالف تفكيرهم وثقافتهم المنحرفة من الأحاديث الصحيحة ويشككوا فيها ولاسيما ما جاء في آيات الأنبياء ومعجزاتهم وما أيدهم الله به من خوارق العادات، وكذلك ما جاء في أشراط الساعة وأماراتها ونحو ذلك مما لا تحتمله عقولهم الضعيفة وأفهامهم القاصرة، وليست جراءتهم على رد الأحاديث الصحيحة بالأمر الهين، وقد تقدم في الفصل الأول من هذا الكتاب قول الإِمام أحمد رحمه الله تعالى من رد حديث رسول الله ﷺ فهو على شفا هلكة، وتقدم فيه أيضًا وفي الفصل الخامس أقوال كثيرة لبعض العلماء في التشديد على من يرد الأحاديث الصحيحة أو يعارضها برأيه أو رأي غيره فليراجع جميع ما تقدم فإِنه مهم جدًا (١).
الوجه السابع أن يقال إن الصحابة رضي الله نهم كانوا أنبه الأمة وأشدهم عناية بأقوال الرسول ﷺ وأفعاله، وما كانوا يروون عن الكذابين ولا عن المتهمين بالنفاق، وإنما كانوا يروون عن إخوانهم الذين يثقون بهم وثوقهم بأنفسهم، ومن ظن أنهم كانوا يروون عن الكذابين أو عن المتهمين بالنفاق فقد ظن بهم ظن السوء.
قال العلامة المحقق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في رده على أبي رية، لم يمت النبي ﷺ إلا وقد عرف أصحابه المنافقين يقينا أو ظنا أو تهمة، ولم يبق أحد من المنافقين غير متهم بالنفاق، ومما يدل على ذلك وعلى قلتهم وذلتهم وانقماعهم ونفرة الناس عنهم أنه لم يحس لهم عند وفاة النبي ﷺ حراك، ولما كانوا بهذه المثابة لم يكن لأحد منهم مجال في أن يحدث عن النبي ﷺ لأنه يعلم أن ذلك يعرضه لزيادة التهمة ويجر إليه ما يكره، وقد سمى أهل السير والتاريخ جماعة من المنافقين لا يعرف عن أحد منهم أنه حدث عن النبي ﷺ، وجميع الذين حدثوا كانوا معروفين بين الصحابة بأنهم من خيارهم انتهى.
وأما قوله وما كل مؤمن صادق.

(١) ص: ٣ - ٥ وص: ١٣ - ٢٢.

1 / 359