سيما في إحصاء الأعداد من الأحوال والعساكر إذا عرضت في الحكايات، إذ هي مظنة الكذب ومطية الحذر، ولا بدّ من ردها إلى الأصول وعرضها على القواعد" (^١).
وقد جاءت كتابات المتأخرين من المتخصصين في الدراسات التاريخية موضحة ومفصلة لمنهج المؤرِّخين، ومما ذكروه في ذلك أنهم قسموا النقد التاريخي للنصوص التاريخية إلى قسمين: نقد ظاهر، ونقد باطن. وقسموا النقد الباطن إلى قسمين: نقد إيجابي، ونقد سبي.
فأما النقد الظاهر فهو الذي يتناول عدة أمور هي:
١ - إثبات صحّة الأصل أو الكتاب أو النص التاريخي لمؤلفه، وسلامته من التزوير والانتحال، ومما يساعد في ذلك معرفة نوع الورق والقلم والخط الذي خط به، ولغة الكتاب، وهل هذه الأمور - وهي الورق، والخط، والقلم، واللغة - مما كان سائدا في عصر المؤلف؟ وهل هو خطه الذي عرف به من خلال كتبه الأخرى إن وجدت؟
٢ - التعرف على شخصية المؤلف ومنزلته العلمية، ومكانته الاجتماعية، وكونه ثقة مأمونًا فيما ينقله، ومدى مقدرته على تصوير الحديث التاريخي، بحيث لا يبعد عن الحقيقة.