الله عنهما لأبيه بعد هجرتهما: يا أبت من الرجل الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت، وهم يقاتلونك؟
فقال: أي بني، العاص بن وائل السهمي (^١).
غير أن تذكير ذلك الشيخ قريشًا بمنزلة عمر وقبيلته وحثه قريشًا على ترك عمر وشأنه لم يمنع قريشًا من ملاحقة عمر ﵁ فيما بعد، وخوف عمر ﵁ على نفسه منهم، قال ابن عمر ﵁: بينما عمر ﵁ في الدار خائفًا، إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبو عمرو عليه حلة حبرة وقميص مكفوف بحرير، وهو من بني سهم وهم حلفاؤنا في الجاهلية (^٢)، فقال: ما بالك؟ قال: زعم قومك
(^١) رواه ابن إسحاق/ السيرة النبوية لابن هشام ١/ ٤٢٨ - ٤٣٠، البلاذري/ أنساب الأشراف ص ٤٢، ٤٣، البزار/ المسند ١/ ٢٦٠، ٢٦١، الطبراني/ المعجم الكبير ١/ ٧٢، مجمع البحرين ٦/ ٢٤١، ٢٤٢، الحاكم/ المستدرك ٣/ ٨٥، أبو نعيم/ حلية الأولياء ١/ ٤١، البيهقي/ السنن الكبرى ٦/ ٢٠٥، ابن عساكر/ تاريخ دمشق ص ٣٧، ٣٨ ابن الأثير/ أسد الغابة ١/ ٢٦٠، ٢٦١ المقدسي/ المختاره ١/ ٣٣١، صحيح من رواية ابن إسحاق. قال: حدّثني نافع مولى عبد الله بن عمر عن ابن عمر قال: لما أسلم عمر … الأثر.
(^٢) وذلك لأن أبناء عبد مناف بن قصيّ، وعبد الدار بن قصيّ اختلفوا فيمن يلي أمور السقاية والرفادة والحجابة واللواء والندوة، وذلك بعد وفاة عبد مناف وعبد الدار، فانقسمت قريش قسمين: قسم مع بني عبد مناف وهم: بنو أسد وزهرة وتميم والحارث فكانوا حلفًا، وكان بنو مخزوم وسهم وجمع وعدي مع بني عبد الدار حلفًا آخر. ابن هشام/ السيرة النبويّة ١/ ١٨٠.