77

...

وقفات مع كتاب المراجعات

Nau'ikan

وأما السؤال الأخير: وهو ما جاء عن عائشة ﵂، وقولك: من أين جئت بأن النبي ﷺ يبول كما تبول النساء أو ما شابه ذلك؟. فهذا موجود في صحيح البخاري، ذكره صاحب فتح الباري الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى – عند الحديث رقم ٢٢٤ (قال حدثنا آدم حدثنا شعبة عن الاعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال: أتى النبي ﷺ سُباطة قوم فبال قائما، ثم دعا بماء فجئته فتوضأ) ثم لما جاء الحافظ ابن حجر يشرح هذا الحديث يقول: (قال ابن بطّال: دلالة الحديث على القعود بطريق الأَولى، لأنه إذا جاز قائما فقاعدا أجود. قلت – أي ابن حجر -: ويحتمل أن يكون أشار إلى حديث عبد الرحمن بن حسنة الذي أخرجه النسائي وابن ماجه وغيرهما فإن فيه بال رسول الله ﷺ جالسًا، فقلنا: انظروا إليه يبول كما تبول المرأة، وحكى ابن ماجه عن بعض مشايخه أنه قال: (كان من شأن العرب البول قائما، ألا تراه يقول في حديث عبد الرحمن بن حسنة (قعد يبول كما تبول المرأة)، وفي حديث حذيفة (فقام كما يقوم أحدكم» . فالشاهد من هذا أن بول النبي ﷺ قائما هذا لا يعيبه ولا يضره صلوات الله وسلامه عليه، وأنا أعرف أن الشيعة يشنعون كثرا على هذه القضية - وهي كيف تقولون أن النبي ﷺ بال واقفا – وكأننا قلنا بتحريف القرآن والعياذ بالله كما يقول غيرنا، فحديث عائشة ﵂ صحيح وهي تحدث بما رأته وهذا حق تقول: (من حدثكم أن الرسول بال قائما لا تصدقوه، ما كان يبول إلا جالسا) هذا حق هي تحدث بما تعلم وحذيفة حدّث بما يعلم أنه رأى رسول الله ﷺ يبول قائما، ولو كانت عائشة ﵂ موجودة في هذا الوقت لقلنا نعم صحيح، لكن كون عائشة غير موجودة وحذيفة موجود فنقول: عائشة حدثت بما رأت وحذيفة حدث بما رأى، وكلاهما صدق والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد

1 / 77