بين العقيدة والقيادة
بين العقيدة والقيادة
Mai Buga Littafi
دار القلم - دمشق
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Inda aka buga
الدار الشامية - بيروت
Nau'ikan
(أصدقني ... ما أنت"؟ قال: "وأنا آمن"؟ قال: "نعم"، فأخبره بأمره وما جعل له أبو سفيان بن حرب، فخلى عنه رسول الله ﷺ، فأسلم الرجل (١).
سادسًا: وفي غزوة "الفتح" رأى المسلمون رسول الله ﷺ حين دخل مكة المكرمة، ورأسه قد انحنى على رحله، وبدا عليه التواضع الجم، حتى كادت لحيته تمس واسطة راحلته خشوعًا، وترقرقت في عينيه الدموع تواضعًا وشكرًا لله (٢).
وقام رسول الله ﷺ على باب الكعبة خطيبًا، فكان مما قاله: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. ألا كل مأثرة أو دم أو ما يدّعى فهو تحت قدميّ هاتين إلا سِدانة البيت وسِقاية الحاج ... يا معشر قريش! إن الله أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس من آدم وآدم من تراب:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [سورة الحجرات ٤٩: ١٣] ... يا معشر قريش! ما ترون أني فاعل بكم"؟! قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" (٣).
قال عمر بن الخطاب ﵁: "لما كان يوم "الفتح" ورسول الله ﷺ بمكة، أرسل إلى صفوان بن أُمية بن خَلف وإلى أبي
(١) طبقات ابن سعد (٢/ ٩٣ - ٩٤)، وقد أراد عمير بن وهب الجمحي اغتيال النبي ﷺ، انظر التفاصيل في: قادة فتح الشام ومصر (٢٤٣ - ٢٤٥).
(٢) الرسول القائد، ٣٤٧، الطبعة الثالثة.
(٣) سيرة ابن هشام (٤/ ٣١ - ٣٢). والطلقاء: جمع طليق. والطليق: المطلق أو الأسير أُطلق وتُرك وشأنه. والطليق من الناس: العتيق.
1 / 168