أهمية تجمل الزوجة وتطيبها لزوجها في دوام المحبة والألفة
مقدم البرنامج: الأزواج يقولون: إن الزوجة في بداية الزواج كان منظرها جميلًا ورائحتها طيبة ولطيفة، لكن بعد الزواج بفترة لم تعد تهتم بجمالها ولا بنظافتها فما رأيكم في هذا؟ الشيخ: هذا أيضًا من أعظم حقوق الزوج على زوجته، فينبغي أن تكون الزوجة باستمرار متجملة متطيبة؛ فالأنوثة والزينة والطيب من آكد حقوق الزوج على زوجته، وقد ذكرت أن الزوجة قد تقول: زوجي لن يطلقني، فنقول: لا، ولو لم يطلق فإنه قد يهجر البيت، فكم من الأزواج يشكون من هذا، لأن الزوجة تظن أنه بمجرد أنه صار زوجًا فهو لا يحتاج أن تتزين له أو تتطيب أو تتجمل، وبالفعل فإن كثيرًا من المسلمات لا تضع الزينة ولا تضع الطيب إلا إذا أرادت أن تخرج، ولا حول ولا قوة وإلا بالله، وإذا ما جلست مع زوجها في البيت لا يراها دومًا إلا بثياب المطبخ، أو بثوب عادي تنبعث منه رائحة الثوم والبصل، فيتألم الزوج، مع أن المرأة قد جبلت أصلًا على حب الزينة، يقول سبحانه: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ [الزخرف:١٨]، جبلت المرأة على حب الزينة والجمال، وهذا أمر فطري، فتصر المرأة أن تعكس هذه الفطرة فلا تتزين لأقرب الناس إليها، الذي يجب عليها أن تتزين له في كل وقت وحين، والرسول ﷺ يقول: (إن الله جميل يحب الجمال) .
قد تقول لي زوجة الآن: يا أخي! أنا لا أملك الثياب، ولا أملك الطيب والعطور، أنا امرأة فقيرة، فأقول: يا أختاه! والله ما كانت الزينة والجمال بهذا الثراء، فقد تظهر الزوجة لزوجها بثوب متواضع لا يزيد ثمنه عن عشرين جنيهًا، لكنه جميل، مكوي معطر مطيب يظهر جمالها، تظهر بتسريحة جميلة لشعرها جمال وجهها، تضع أي لون من ألوان الطيب، وتقبل على زوجها برائحة جميلة لفمها ولجسدها ولشعرها ولثوبها؛ فيشعر الزوج دومًا بالانجذاب إليها، لكن إذا نظر الزوج إلى زوجته فرآها لا تعيره اهتمامًا، ولا تهتم بالثوب، ولا بالطيب، ولا بتسريحة الشعر؛ فلتثق الزوجة تمامًا أنه سيهجر البيت وسيفر منه، وهي تعلم يقينًا أنه سيخرج إلى الشوارع والطرقات؛ ليرى فتنًا بكل أشكالها وألوانها، فلا تلومن الزوجة حينئذ إلا نفسها إن وجدت قلب الزوج قد تغير، ولتفتش هي عن الأسباب الحقيقية التي جعلت زوجها يتغير.
أسال الله ﷿ أن يرزق أخواتنا الفهم لهذه الجزئية؛ فإنها من أخطر الأسباب التي تعكر صفو البيوت.
4 / 10