5
انتقلوا من قرية شرار في بني يوسف لبناء دار جديدة في منطقة قريبة من عزلة الأحكوم، تقع في منتصف جبل مستطيل، على ضفاف واد كبير تنمو فيه أشجار البن والخضراوات. كانت الأحجار جاهزة للبناء، بينها أحجار مستطيلة كبيرة بحاجة إلى عامل قوي لنقلها، فبحث المقاول عن عامل من أبناء المنطقة ووجد رجلا اسمه جمال محمد، قويا وطويل القامة.
نهض صادق العردان من النوم فجرا يعد طعام الفطور، فتة دخن باللبن والسمن البلدي، فتهافت العمال عليها. أضحكهم شماس المطين، حين أخذ يلقم فمه بلقم كبيرة، فقال له زربة: وا مطين هذي فتة مش
20
طين، شتختنق.
وفعلا اختنق شماس بالفتة وهو يضحك، فلاموا زربة بأنه أصابه بالعين. بعد تناولهم وجبة الإفطار راح كل مدمن على الشمة يلقم فمه بها ومن ضمنهم زربة، ثم اتجهوا إلى العمل بهمة كالعادة. كل عامل في موقعه. شماس يعد الطين وسالم الحطاب وناجي أحمد المقشش ينقلان الحجارة. كان جمال عمر يعمل بصمت، في وجهه حزن، يقوم بعمله بانضباط. وفي المساء جلس معهم يستمع إلى حديثهم وهم يمضغون قاتهم. في هذه الأمسية سرد زربة حكاية النوارة،
21
التي وضعها عمه قاسم داخل جدار أحد حقول القرية، وذهب يصيح: «هناك جوهرة في الجدار»، وكان من معتقدات أهل القرى أن الثعبان ينقل جواهر بفمه من مكان إلى آخر تضيء ليلا، ويضعها أمامه. ولأخذها منه تغطى الجوهرة بالطين. قال زربة وهو يضحك: لما رأى أهل القرية النوارة في جدار الحول
22
صدقوا وجروا إلى الأسفال
Page inconnue