History
وتهجيتها:
H i s t o r y .
وقبل أن يختم تهجية الكلمة جاء عم كامل وعباس الحلو بعد أن أغلقا دكانيهما. ظهر الحلو أولا، وقد غسل وجهه ورجل شعره الضارب لصفرة، وتبعه عم كامل يتبختر كالمحمل، ويقتلع قدميه من الأرض اقتلاعا. وسلما على الحاضرين، وجلسا جنبا لجنب، وطلبا الشاي، ولم يكونا يحلان بمكان حتى يملآه ثرثرة.
قال عباس الحلو: يا قوم، اسمعوا: شكا إلي صديقي عم كامل، قال إنه عرضة للموت في أية لحظة، وإنه إذا مات فلن يترك ما يدفن به.
فقال بعض الحاضرين متهكما: أمة محمد بخير.
وقال البعض الآخر: إن له لتركة من البسبوسة تكفي لدفن أمة بأسرها.
وضحك الدكتور بوشي، وخاطب عم كامل قائلا: لا تفتأ تذكر الموت، وتالله لتدفننا جميعا بيديك.
فقال عم كامل بصوت بريء كالأطفال: اتق الله يا شيخ، أنا رجل مسكين.
واستطرد عباس الحلو قائلا: يا قوم، عزت علي شكاة عم كامل، ولبسبوسته فضل علينا جميعا غير منكور، فابتعت له كفنا احتياطيا ، واحتفظت به في مكان حريز لساعة لا مفر منها، (والتفت إلى عم كامل قائلا): هذا سر أخفيته عنك، وها أنا أعلنه على الملأ ليكونوا علي شهودا.
Page inconnue