Zuhd et Piété

Ibn Taymiyya d. 728 AH
41

Zuhd et Piété

الزهد والورع والعبادة

Chercheur

حماد سلامة، محمد عويضة

Maison d'édition

مكتبة المنار

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٧

Lieu d'édition

الأردن

Genres

Soufisme
وأعداء الله بل صَارُوا يظنون فِي من هُوَ من جنس الْمُشْركين وَالْكفَّار أهل الْكتاب من وُجُوه كَثِيرَة أَنه من أَوْلِيَاء الله الْمُتَّقِينَ وَالْكَلَام فِي هَذَا مَبْسُوط فِي مَوضِع آخر وَلِهَذَا فِي هَؤُلَاءِ من يرى جَوَاز قتال الْأَنْبِيَاء وَمِنْهُم من يرى أَنه أفضل من الْأَنْبِيَاء الى أَنْوَاع آخر وَذَلِكَ لِأَنَّهُ حصل لَهُم من الْأَنْوَاع الشيطانية والنفسانية مَا ظنُّوا أَنَّهَا من كرامات الْأَوْلِيَاء فظنوا أَنهم مِنْهُم فَكَانَ الْأَمر بِالْعَكْسِ وأصل هَذَا أَنهم تعبدوا بِمَا تحبه النَّفس وَأما الْعِبَادَة بِمَا يُحِبهُ الله ويرضاه فَلَا يحبونه وَلَا يريدونه وَحده ويرون أَنهم اذا عبدُوا الله بِمَا أَمر بِهِ وَرُسُله حط لَهُم عَن منصب الْولَايَة فيحدثون محبَّة قَوِيَّة وتألها وَعبادَة وشوقا وزهدا وَلَكِن فِيهِ شرك وبدعة ومحبة التَّوْحِيد انما تكون لله وَحده على مُتَابعَة رَسُوله كَمَا قَالَ تَعَالَى قل ان كُنْتُم تحبون الله فَاتبعُوني يحببكم الله وَيغْفر لكم ذنوبكم فَلهَذَا يكون أهل الِاتِّبَاع فيهم جِهَاد وَنِيَّة فِي محبتهم يحبونَ لله ويبغضون لَهُ وهم على مِلَّة ابراهيم وَالَّذين مَعَه اذ قَالُوا لقومهم انا بُرَآء مِنْكُم وَمِمَّا تَعْبدُونَ من دون الله كفرنا بكم وبدا بَيْننَا وَبَيْنكُم الْعَدَاوَة والبغضاء أبدا حَتَّى تؤمنوا بِاللَّه وَحده وَأُولَئِكَ محبتهم فِيهَا شرك وَلَيْسوا متابعين للرسول وَلَا مجاهدين فِي سَبِيل الله فَلَيْسَتْ هِيَ المحبه الاخلاصية فَإِنَّهَا مقرونة بِالتَّوْحِيدِ وَلِهَذَا سمى أَبُو طَالب الْمَكِّيّ كِتَابه قوت الْقُلُوب فِي مُعَاملَة المحبوب وَوصف طَرِيق المريد الى مقَام التَّوْحِيد وَالله سُبْحَانَهُ أعلم

1 / 49