Zuhd et Piété

Ibn Taymiyya d. 728 AH
30

Zuhd et Piété

الزهد والورع والعبادة

Chercheur

حماد سلامة، محمد عويضة

Maison d'édition

مكتبة المنار

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٧

Lieu d'édition

الأردن

Genres

Soufisme
التِّرْمِذِيّ غَرِيب وَفِي الحَدِيث الصَّحِيح الْمُتَقَدّم مَا يقويه وَالله أعلم وَكَذَلِكَ أَحَادِيث وآثار كَثِيرَة رويت فِي معنى ذَلِك كَمَا قَالَ تَعَالَى وَمن النَّاس من يتَّخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله وَالَّذين آمنُوا أَشد حبا لله وطالب الرِّئَاسَة وَلَو بِالْبَاطِلِ ترضيه الْكَلِمَة الَّتِي فِيهَا تَعْظِيمه وَإِن كَانَت بَاطِلا وتغضبه الْكَلِمَة الَّتِي فِيهَا ذمَّة وان كَانَت حَقًا وَالْمُؤمن ترضيه كلمة الْحق لَهُ وَعَلِيهِ وتغضيه كلمة الْبَاطِل لَهُ وَعَلِيهِ لِأَن الله تَعَالَى يحب الْحق والصدق وَالْعدْل وَيبغض الْكَذِب وَالظُّلم فَإِذا قيل الْحق والصدق وَالْعدْل الَّذِي يُحِبهُ الله أحبه وان كَانَ فِيهِ مُخَالفَة هَوَاهُ لِأَن هَوَاهُ قد صَار تبعا لما جَاءَ بِهِ الرَّسُول واذا قيل الظُّلم وَالْكذب فَالله يبغضه وَالْمُؤمن يبغضه وَلَو وَافق هَوَاهُ وَكَذَلِكَ طَالب المَال وَلَو بِالْبَاطِلِ كَمَا قَالَ تَعَالَى وَمِنْهُم من يَلْمِزك فِي الصَّدقَات فان أعْطوا مِنْهَا رَضوا وان لم يُعْطوا مِنْهَا اذا هم يسخطون وَهَؤُلَاء هم الَّذين قَالَ فيهم تعس عبد الدِّينَار الحَدِيث فَكيف اذا استولى على الْقلب مَا هُوَ أعظم استعبادا من الدِّرْهَم وَالدِّينَار من الشَّهَوَات والأهواء والمحبوبات الَّتِي تجذب الْقلب عَن كَمَال محبته لله وعبادته لما فِيهَا من الْمُزَاحمَة والشرك بالمخلوقات كَيفَ تدفع الْقلب وتزيغه عَن كَمَال محبته لرَبه وعبادته وخشيته لِأَن كل مَحْبُوب يجذب قلب محبه اليه ويزيغه عَن محبَّة غير محبوبة وَكَذَلِكَ الْمَكْرُوه يَدْفَعهُ ويزيله ويشغله عَن عبَادَة الله تَعَالَى

1 / 38