130

Zuhd et Piété

الزهد والورع والعبادة

Chercheur

حماد سلامة، محمد عويضة

Maison d'édition

مكتبة المنار

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٧

Lieu d'édition

الأردن

Genres

Soufisme
وَالنَّهْي عَن مَعْصِيَته فَمن أَمر أَو اسْتحبَّ أَو مدح الرِّضَا الَّذِي يكرههُ الله ويذمه وَيُنْهِي عَنهُ ويعاقب أَصْحَابه فَهُوَ عَدو لله لأولى لله وَهُوَ يصد عَن سَبِيل الله وَطَرِيقه لَيْسَ بسالك لطريقه وسبيله واذا كَانَ الرِّضَا الموجوده فِي بني آدم مِنْهُ مَا يُحِبهُ الله وَمِنْه مَا يكرههُ ويسخطه وَمِنْه مَا هومباح لَا من هَذَا وَلَا من هَذَا كَسَائِر أَعمال الْقُلُوب من الْحبّ والبغض وَغير ذَلِك لكها تَنْقَسِم الى مَحْبُوب لله ومكروه لله مُبَاح فاذا كَانَ الْأَمر كَذَلِك فالراضي الَّذِي لَا يسْأَل الله الْجنَّة وَلَا يستعيذه من النَّار يُقَال لَهُ سُؤال الله الْجنَّة واستعاذته من النَّار اما أَن تكون وَاجِبَة واما أَن تكون مُسْتَحبَّة واما أَن تكون مُبَاحَة واما أَن تكون مَكْرُوهَة وَلَا يَقُول مُسلم انها مُحرمَة وَلَا مَكْرُوهَة وَلَيْسَت أَيْضا مُبَاحَة مستوية الطريفين وَلَو قيل انها كَذَلِك فَفعل الْمُبَاح المستوي الطَّرفَيْنِ لَا يُنَافِي الرِّضَا اذ لَيْسَ من شَرط الراضي أَن لَا يَأْكُل وَلَا يشرب وَلَا يلبس وَلَا يفعل أَمْثَال هَذِه الْأُمُور فاذا كَانَ مَا يَفْعَله من هَذِه الْأُمُور لَا يُنَافِي رِضَاهُ أينافي رِضَاهُ دُعَاء وسؤال هُوَ مُبَاح واذا كَانَ السُّؤَال وَالدُّعَاء كَذَلِك وَاجِبا أَو مُسْتَحبا فمعلوم أَن الله يرضى بِفعل الْوَاجِبَات والمستحبات فَكيف يكون الراضي الَّذِي من أَوْلِيَاء الله لَا يفعل مَا يرضاه وَيُحِبهُ بل يفعل مَا يسخطه ويكرهه وَهَذِه صفة أَعدَاء الله لَا أَوْلِيَاء الله احتجاج الْقَدَرِيَّة بِأَن الرِّضَا بِقَضَاء الله مَأْمُور بِهِ ورد أهل السّنة على ذَلِك والقشيري قد ذكره فِي أَوَائِل بَاب الرِّضَا فَقَالَ اعْلَم أَن الْوَاجِب على العَبْد أَن يرضى بِقَضَاء الله الَّذِي أَمر بِالرِّضَا بِهِ اذ لَيْسَ كل مَا هُوَ بِقَضَائِهِ يجوز للْعَبد أَو يجب على العَبْد الرِّضَا بِهِ كالمعاصي وفنون محن الْمُسلمين وَهَذَا الَّذِي قَالَه قَالَه قبله وَبعده وَمَعَهُ غير وَاحِد من

1 / 140