Les leaders de la réforme à l'époque moderne
زعماء الإصلاح في العصر الحديث
Genres
وأساس الإسلام جملتان: «لا إله إلا الله» و«محمد رسول الله»، وثمرة الإيمان بالأولى عتق العقول من الأسر، وثمرة الثانية الاهتداء بمحمد في تعاليمه التي تحول بين المرء ونزوعه إلى الشرك.
ولكن إدراك التوحيد والاحتفاظ به عسير على النفس، فسرعان ما يخرج منه إلى الشرك. والشرك أنواع ثلاثة «شرك في الذات» وذلك في عقيدة الحلول، و«شرك في الملك» كاعتقاد الناس في بعض المخلوقات المشاركة في تدبير شئون الكون، و«شرك في الصفات» بإسباغ صفات الكمال على بعض المخلوقات.
وقد فشا في المسلمين هذا الشرك، كتعظيم القبور، وبناء المساجد والمشاهد عليها، والطواف بها والإسراج لها
11
والتذلل، وكدعوى أن هناك علما علم الباطن خص به بعض الناس، واتخاذ الدين لهوا ولعبا بالتغني والرقص، ولبس الأخضر والأحمر، واستخدام الجن والشياطين، فكل هذه وأمثالها شرك محض أو مظنة إشراك.
وعرض للإسلام - غير الشرك - أمران خطيران: وهما التشدد في الدين بعد ما كان يسرا سهلا، فكانت كل فرقة تأتي تزيد في هذا التشدد حتى صار عسرا صعبا، والأمر الثاني تشويش الدين بكثرة المذاهب والشيع وطرق التصوف.
وقد لاحظ الرئيس أن عضوين من الأعضاء لم يتحدثا، فرغب أن يسمع صوتهما، وهم العضو السندي والعضو القازاني، فأما السندي فقد تكلم في التصوف والذي دعا إليه، وما فيه من حق وما فيه من باطل، وأما القازاني فقص عليهم قصة جرت بين مسيحي روسي أسلم ومفتي قازان، تدور حول دعوة المفتي إلى تقليد السلف والاقتصار على ما قالوا، ودعوة الروسي المسلم إلى ضرورة الاجتهاد وعدم التقليد، وحكى ما جرى بينهما من حجج وأدلة، وأخيرا انتصر المسلم الروسي المستشرق على المفتي، فاقتنع بأن التقليد ضار حمل عليه الكسل، وأن الاجتهاد واجب، ولكن يحتاج القيام به إلى جد وعناء.
ثم دعا الرئيس السيد الفراتي السكرتير، وهو «الكواكبي» لتلخيص المحاضر السابقة للمؤتمر وتعداد أسباب فتور المسلمين، وكلفه أن يزيد عليها من الأسباب ما يراه إن وجد غير ما ذكره الأعضاء، فلخص أسباب فتور المسلمين في: (1)
أسباب دينية:
أهمها عقيدة الجبر، ونشر ما يدعو إلى التزهيد في الدنيا، وترك السعي والعمل، واختلاف المسلمين فرقا وشيعا، وإضاعة سماحة الدين، وتشديد الفقهاء المتأخرين، وإدخالهم في تعاليمه الخرافات والأوهام، وعدم المطابقة بين القول والعمل في الدين، وتهوين غلالة الصوفية شأن الدين وجعله لهوا ولعبا، والتوسع في تأويل النصوص، والتحايل على التحرر من الواجبات، وإيهام الدجالين الناس أن في الدين أمورا سرية، واعتقاد منافاة العلوم الحكمية والعقلية للدين، وتطرق الشرك إلى عقيدة التوحيد ، وتهاون العلماء في تأييدها، والغفلة عن حكمة الجماعة والجمعة والحج. (2)
Page inconnue