Zubdat Kashf
Zubdat Kashf al-Mamalik fi
Genres
الدهر جار فاه من غدرائه ما كان أحلى الوصل فى ليلاته فجا وكذر صافيا من وردة قبحت حصائله على حركاته فاصبر له صبر أمرىء ذى همة فالدهر لا يبقى على حالاته كم مرة عسر ويسر بعدها واليسر بعد العسر فى ساعاته وإذا أنتك قضية فاصبر لها من يصبرن أضاق صدر عداته وادعوا الإله تضرعا مع ذلة إن الذليل يجاب فى دعواته فالدهر عادته يذل عزيره ويرى الإساءة فى يدى حسنائه إن قابل الدهر المشت بحادث فاثبت إذا أذى على وتباته إن عائد الدهر الخؤون فلا أرى عجبا لقد عادى على عاداته واصبر على الأحداث فيه فريما لم يحرم الفطن اللبيب هباته وينال منه الجاهلون جناءهم وأرى اللبيب على شفا غدراته وإذا يساعدك الزمان فكن على حذر ولا تركن إلى عثراته فالدهر مثل الظل ليس له بقا كم من أناس هذ فى سطواته فالدهر إقبال وإدبار به كم من سعى ويخيب فى مسعاته سلم لرت العرش أمرك كله فلعل تأمن يا فتى غدراته وله أيضاء الدهر يومان صفو تم تكدير وشره بعدها لا شك تيسير كم شدة بعدها وعظم هنا وكم هنا بعده هم وتعسير جار الزمان علينا فى تصرفه حتى استوى فيه شاهين وعصفور كم ساعة أحزن الإنسان أولها وفى أواخرها الإنسان مسرور لا بارك الله فى دهر يكون به أردى البيوت عليا مشرف الدور فاصبر لدهرك إن الدهر ليس له بقا ولا ينفع المحتوم تدبير وروح النفس وأعلم حق معرفة فوق المدبر للرحمن تقدير ولا تكن قانطا إن الزمان به صفو إذا ما أتاك اليوم تكدير وسلم الأمر لله الكريم ولا تكن كمن هو بالأيام مغرور ذواك صبرك فاستعمله ما بقيت لك الحياة إلى أن ينفخ الصور وله أيضا الدهر ما يعطى يقينا يسلب هذا عوائده فلا تتعجبوا وأنا أمرء قد كان شربى فى الهوى صافى تكدر من صديق المشرب هذا جزا من يطمئن إلى العدى ويرى البشاشة حين يأتى العقرب كل أمرع يبذى العدواة معلنا فتوك عنه وبابه لا تقرب واتركه لو أبدى الصداقة والوفا واصبر له فالصبر فيه المطلب والصبر مر كاسمه يسفى به لكن بأخره يقينا يعذب والدهر لا يبقى على حالاته لكنه من طبعه يتقلب لا تجزعن إذا أنتك كريهة واصبر لها أمرء لا يرهب فالصبر فيه الأمن من كيد العدى والله يبقى والخلائق تذهب وله أيضا الدهر يورى للأنام عجائبا يلقى الشريف به عذابا واصبا شبهت هذا الدهر سفنا قد جرت كم ناجيا منها وأخر راسبا قل للذى فد لامنى من جهله الدهر أطوار فلا تك كاذبا فالخير يعطى للدنى وكم أرى للخير من أشراف قوم حاجبا فالبدر ينقص فى السماء كماله ويلازم الرتب الكمال كواكبا فالدهر لا يبقى على حالاته كم يلتقى الإنسان فيه عجائبا يا لائمى فى الدهر كن لى عاذرا إياك يوما أن تكن لى عاتبا فالدهر يجعل للسباسب أبحرا والبحر يجعله الزمان سباسبا لا تطمئن لذا الزمان وأهله فالدهر إشراك المهالك ناصبا كم من شريف خاضع متدلل أضحى لفضل لتيم قوم طالبا كم من صديق صدقه لك قد غدا كذبا ومنه الشر أضحى جالبا وإذا صفوت له غدا متكدرا وإذا دنوت له تنخى جانبا دعه ولا تركن إليه فإنه مثل الأفاعى حيث كن ضواريا وله أيضاء واحسرتاه لم يبق خل منصف كلا ولا معرف لا متعظف بل كل من أرجو لكشف ملمتى إما يخون العهد إما يسرف ولقد بذلت الجهد فى طلب الوفا لم ألقى فى الدنيا صديقا ينصف إلا صديقا خلته لى ناصرا واخترته عونا ولا اتكلف وجعلته لى عزة القا العدى ورجوت عهدا بيننا لا يخلف وظننته ينقى على ولو جفى أهل الوفا فهو الوفي المنصف ترك المواثيق القديمة بيننا ورمى يمينه كافة لا يحلف إياك إياك الصديق فإنه بعد الصداقة بالعداوة أعرف فأنا الذى قد ساءه أصحابه الله يحفظ كل من لا يعرف ومما سمعته لبعض الفضلاء في المعنى : تالله لو عاش الفتى من دهره ألفا من الأعوام مالك أمره متنغما فيها بكل غريبة ومبلغا فيها نهاية أم ره لا يعرف الاسقام فيها دائما تلا ولا تجرى الهموم بفكره ما كان ذلك كله مما يفي بمبيت أول ليلة فتى قبره تم وكمل بحمد الله وعونه وحسن توفيقه ، صلى الله على سيدنا محمد وأله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
Page inconnue