Le beurre de la pensée sur l'histoire de l'émigration
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
Genres
عليه وهون على السلطان أمر من به من الخيالة وذكر له قلة من فيه من الرجالة فأذن له في ذلك فسار ومعه جيش الحصون وأمراء التركمان ورجالة تلك النواحي واستصحب المجانيق والآلات وتقدم إلى أن وقف قريبا من الحصن وهو حصن عالى المرام لا تصله من أسفله السهام وأخفى أهله أمرهم ولم يتحركوا في مبدأ الحال فازداد العسكر فيهم طمعا واليهم تقدما فلما صاروا بحيث تبلغ اليهم السهام أرسلوا عليهم الجروخ فنالت منهم النصال وأنكت فيهم النبال لأنها كانت تنحدر على العسكر من أعالي الجبال وسهام المسلمين لا ترقى اليهم بحال فاضطرب من كان معه من الجنود وتململ من صحبته من الحشود فلما رأى اضطرابهم استشار بعض من عنده من الأمراء في و التأخير شيئا يسيرا بحيث يمتنع وصول النشاب اليهم ثم تأخر راجعا وثني عنانه للرجعة مسارغا والناس لا يعلمون أن ذلك التأخير برأي وتدبير فظنوها الهزيمة فولوا الأدبار وأسرعوا الفرار ورأي الفرن ما كان ففتحوا أبواب الحصن وجاؤوا من كل مكان وتبادر الرجالة وتبعهم الفرسان ونالوا من المسلمين وجرحوا منهم جماعة ونهبوا ما أمكنهم وأسروا من الرجالة جماعة وبلغ السلطان ذلك فأنكره وأكبره وأزمع حينئذ سفره ليتدارك هذه الأحوال وينظر في المصالح التي لا يسع فيها الاهمال.
ذكر توجه السلطان ثانيا إلى الشام
الحجة وخلف بها ولده الملك الصالح ورتب الأمير علم الدين سنجر الشجاعى المنصوري في استخراج الأموال وشد الدولة وغير ذلك من المهمات بالديار المصرية.
وفي هذه السنة توفي بالقاهرة المحروسة الشيخ الصالح على المعمر المعروف بطير الجنة ودفن بسفح المقطم.
صدر الدين عمر بن تاج الدين برهة يسيرة ثم صرف وأعيد القاضي تقي الدين بن رزين إلى ولاية الحكم.
Page 190