Le beurre de la pensée sur l'histoire de l'émigration
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
Genres
العسكر الأ صبابة لا نرجي بها اصابة ورأى أنه لا ينتفع بهم ولا يجدي عليه تمسكه بسببهم فأعطى الشاميين منهم دستورا فعادوا من هناك صحبة الأمير عز الدين أيدم الظاهري نائب الشام ولما وصل المذكور دمشق وحصل فيها اجتمع الأمير جمال الدين اقوش الشمسي والأمراء الذين بدمشق وقبضوا عليه ثم أرسلوه إلى الديار المصرية مقيدا ولم يبق صحبة السعيد الأ نفر يسير من مماليكه منهم لاجين الزيني و مغلطاي و الدمشقي ومغلطاي الجاكي وسنقر التكريتي وايدغدى الحراني والبكى الساقي وبكتوت الحمصى وصلاح الدين يوسف بن بر تخان وعلاء الدين على بن بركتخان ومن يجري مجراهم من القريبين اليه العاكفين عليه ومن الأمراء الكبار الأمير شمس الدين سنقر الأشقر خاصة ولما وصل الى قريب المطرية فارقه واعتزل عنه ولم يلم بالأمراء بل أقام في مكان إلى أن كان منهم ما كان وبلغ الأمراء رحيله من بلبيس وقيل لهم انه يجيء من خلف الجبل الأحمر ويطلع القلعة، فركبوا وتوجهوا إلى الجبل ليحولوا بينه وبين القلعة لئلا يستقر بها فتصير له منعة وتسع عند العساكر السمعة وكان يوما قد تراكم ضبابه وترادف سحابه وحجب وجه الشمس نقابه وكان الانسان لا يبصر رفيقه وهو يسايره ولا ينظر زميله وهو بسامره وكان ذلك لطفا من الله للمسلمين وحقنا الدمائهم فانه لو تراءى الجمعان ووقع العيان على العيان لم يؤمن أن تثور الثائرة وتتقد النائرة فيراق بين الفريقين الدماء وتضطرب لذلك الدهماء فاستتر الملك السعيد عن العيون ونجا من يد المنون فطلع القلعة ففتح له مماليكه الأبواب وتلقوه بالترحاب ولما انحلت سدفة الغمام وتجلت أوجه الانام قيل للأمراء وانه قد حصل داخل القلعة ولم تعلموا به، فشددوا عليه الحصار وأحاطوا بالقلعة في الليل والنهار ولما صار الملك السعيد في القلعة تشاجر الخاصكية مع الزريقي وأسمعه لاجين الزيني غليظ الكلام ولامه أعظم الملام ونسبه الي التقصير وسوء التدبير فتوغر خاطره وساءت ضمائره وترك القلعة ونزل الى الأمراء مخامرا وتسلل بعده المماليك واحدا بعد واحد متبادرا وكان الأمير علم الدين سنجر الحلبي معتقلا بالقلعة فأخرجه واستشاره في أمره فقال أرى أن تعطيني هؤلاء المماليك الذين
الأمر أسبوعا وهو محصور وفي القلعة مأسور فأرسل إلى الأمراء مستعتا فما أعتبره واستمروا : على مضايقته ودأبوا فقال لهم أنا أعطيكم جميع الشام ولا تنقضوا هذا النظام، فأبوا الآ خلع نفسه من السلطنة والتخلي عن المملكة فأرسل إلى الأمير المخدوم سيف الدين قلاوون الألفي والأمير بدر الدين بيسرى يلتمس منهما الكرك فأجابوه الى سؤاله و وأنزلوه من القلعة على حاله وحلفوا له أنهم لا يؤذونه في نفسه ولا يغيرون عليه مغيرا وأحلفوه أنه لا يتطرق إلى غير الكرك ولا يكاتب أحدا من النواب ولا يستميل الى جهته أحدا من الجند ولا من الأعراب وسقروه لوقته صحبة الأمير سيف الدين بيدغان الركني وجماعة يوصلونه الى الكرك فوصلوه وتسلمها من النائب الذي بها وهو علاء الدين أيدكين الفخرى وتسلم ما بها من الأموال والذخائر والغلال وكان خروجه من المملكة في شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وستمائة وكانت مدة سلطنته من حين وفاة والده سنتين وشهرا وأياما وطلع المخدوم ومن معه من الأمراء إلى القلعة على الأثر وتصرف في التدبير ونهي وأمر.
بسببها الأ رجل واحد وهو سيف الدين بكتوت الحمصي فانه كان بينه وبين الأمير شمس الدين سنقرجاه الظاهري مشاجرة فلما طلع مع الملك السعيد الى القلعة يوم وصوله صادفه سنقرجاه وكان من حزب الأمراء فطعنه في حلقه فحمل إلى قبة القلندرية فمات من يومه ودفن بها ولم يجر شيء سوى ذلك ولم تغن عن السعيد كثرة مماليك أبيه بل كانوا وبالا عليه وكان انتقاض أمره بآرائهم الناقصة وعزائمهم الناكثة الناكصة.
Page 172