Zir Salim Abu Layla Muhalhal

Chawqi Abdel Hakim d. 1423 AH
182

Zir Salim Abu Layla Muhalhal

الزير سالم: أبو ليلى المهلهل

Genres

ومن تصوراتهم التي أنطقوها الحيوانات والطيور - حول الموت وحلول القضاء

5 - ما فسر سليمان به غناء البلبل «كانت نصف ثمرة فعلى الدنيا العفاء»، والهدهد يقول: «إذا نزل القضاء عمي البصر»، وكل حي ميت وكل جديد إلى زوال، و«لدوا للموت وابنوا للخراب.» والنسر يقول: «يا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت.»

وكانت نحل وشيع الحابطين أصحاب أحمد بن حابط بنواحي البصرة، وأحمد بن نانوس، وأيوب بن نانوس، الذي أباح النكاح، كانت هذه الفرق والشيع تقول بأن «الله نبأ أنبياءه من كل نوع من أنواع الحيوان، حتى البق والبراغيت والقمل؛ مستندين إلى قول الله:

وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم .»

والربط بين الجن والحيوانات والهوام والأشجار يشير مباشرة إلى انحدارها من الطوطمية، وهو ما كنته القبائل السامية - خاصة أصحاب الوبر - من عرب وعبريين، فكانوا يتسمون باسم الحيوان، ويحرمون التلفظ باسمه، ومن هنا جاءت المرادفات المتعددة للحيوان الواحد، وذكر المستشرق هيود أن «لدى العرب خمسين كلمة للدلالة على الأسد، ومائتين للثعبان، وثماني للعسل، وأكثر من ألف للسيف.»

ذلك أن للعرب الساميين باع ملحوظ في أنهم موطن ومصدر هذه الحكايات الطوطمية قبل الهنود الآريين والإغريق الهلينيين والرومان.

فالرقيق الإغريقي - الذي يعد أهم وأقدم مصدر لهذه الحكايات الحيوانية - «أيسوب» يرى البعض - ومنهم كراب - أنه كان رقيقا ساميا يشتغل بالكتابة، وجمع هذه المأثورات في أيونيا، ومن هنا وصلت هذه الحكايات من الشرق السامي إلى الغرب، وأنها ارتحلت أيضا من الشرق السامي إلى الهند مع ما ارتحل إليها من ثقافة العراق وما بين النهرين.

وتحفل قصص الخلق الأولى والطوفان البابلي والعبري بمثل هذه الحكايات، كذلك حكاية أشجار

6 «يوثام» التي أولاها فريزر اهتماما خاصا.

كما تحفل الآداب الجاهلية والإسلامية بالآلاف المؤلفة من هذه الحكايات عند الجاحظ والدميري وغيرهما.

Page inconnue