وسألها زيتون: «ماذا يقلقك؟ قلت سأتصل في الظهيرة، ونحن الآن في الظهيرة.»
وسألته: «من كان ذلك الرجل؟»
وسأل بدوره: «أي رجل؟»
أوضحت له أنها عندما اتصلت من قبل رد على التليفون شخص آخر. أقلق ذلك زيتون، فأخذ أثناء المكالمة ينظر في أرجاء المنزل، لم يلاحظ ما يدل على وقوع سرقة أو جريمة من أي لون، لم يشاهد أقفالا مخلوعة ولا نوافذ مكسورة، ربما كان ذلك الرجل من أصدقاء تود؟ وأكد لكاثي أن ذلك لم يكن مما يدعو إلى القلق على الإطلاق، وأنه سوف يكشف حقيقة ما حدث.
وأبدت كاثي، بعد أن هدأ بالها، سرورها بأنه استطاع مساعدة الكلاب، وبأنه كان نافعا، لكنها لم تكن تريده أن يبقى في نيو أورلينز بعد الآن، مهما يكن عدد الكلاب التي يطعمها، أو عدد الأشخاص الذين يعثر عليهم وينقذهم.
وقالت: «أريدك حقا أن ترحل، الأنباء القادمة من المدينة بالغة السوء؛ إذ يقع فيها السلب والنهب والقتل، وسوف يصيبك مكروه.»
كان زيتون يدرك من نبراتها مدى قلقها، ولكنه لم يشهد أي شيء يشبه الفوضى التي تصفها، فلو كانت بالمدينة أي فوضى - وكانت تعرف طابع أجهزة الإعلام - فسوف تكون في وسط المدينة . وقال: إن المكان الذي يتنقل فيه بالغ السكون والهدوء والغرابة كأنما ينتمي لعالم آخر، إلى الحد الذي يستحيل معه أن يعرضه للخطر. وقال لها إنه ربما كان من وراء بقائه منطق ما، سبب خفي لشرائه القارب، ووجوده في هذا الموقف المحدد وهذا الوقت المحدد.
وقال: «أشعر كأنما كان من الواجب أن أكون هنا.»
ولم ترد كاثي.
وقال: «إنها مشيئة الله.»
Page inconnue