وعندما استقر جسمها بثقله على السلم، وضع زيتون طرفيه على كتفيه وجعل ساقيه في وضع مستقيم ودفعه إلى أعلى، كانت الحركة أشبه بآلة تدريب الكتفين على الرفع التي جربها زيتون ذات يوم في صالة الألعاب الرياضية، فعندما جعل ساقيه في وضع مستقيم ارتفع السلم فوق سطح الماء حتى شاهد الضوء فوق السطح، ثم أحس بالهواء على وجهه فاستطاع أخيرا الزفير.
وتدحرجت المرأة إلى حوض السفينة، لم يكن دخولها رشيقا ولكنها تمكنت من الجلوس، ولم تكن قد أصيبت بأي أذى على الرغم من بللها وأنفاسها اللاهثة.
وارتعد زيتون إشفاقا وهو يشهد تعافيها، لا يجوز لأحد أن يرقب امرأة في سنها تعاني على هذا النحو، كان الموقف قد سلبها كرامتها، وكان يتألم وهو يشهد ذلك بعيني رأسه.
وعاد زيتون إلى القارب، ومد فرانك يده إليه من سفينة الصيد مصافحا ومبتسما وهز رأسه قائلا: «كان ذلك رائعا!»
وصافحه زيتون وابتسم.
وجلس الرجلان في صمت، ينتظران أن تقرر المرأة موعد الرحيل، كانا يعرفان أنه كان أمرا في عداد المحال، أي أن ترى منزلها على هذه الحال، وقد أصابته أضرار لا تحصى وخسائر فادحة، ونظرا إلى كبر سنها، ونظرا إلى السنوات العديدة التي يستغرقها إصلاح المنزل، كان من المحتمل ألا تعود إليه أبدا. صبرا لحظة. وأخيرا أومأت، فقاموا بترتيب مسارهم، كان فرانك الآن في سفينة الصيد، وزيتون وحده في القارب الذي جعلت السفينة تجره خلفها، كان يعاني البلل الشديد والإرهاق.
تولى فرانك مهمة مرشد سفينة الصيد، فتوجه الجميع إلى الزوجين اللذين كانا قد رفعا الراية البيضاء، وفي طريقهم إليهما سمعا صوت استغاثة أخرى.
كانت صادرة من زوجين هرمين آخرين في السبعينيات يلوحان بأيديهما من نافذة في الطابق الثاني بمنزلهما.
وسألهما فرانك: «مستعدان للرحيل؟»
وقال الرجل من النافذة: «نعم.»
Page inconnue