وعندما وصل إلى المنزل الذي طلي فيه الحمام باللون البرتقالي، طلب كاثي حتى تستعرض أسعار المواد التي قد يحتاجون إليها، وألقى نظرة على الجدران البرتقالية - وما كان أشق النظر إليها - فأدرك وجود البانيو الجديد، الذي كان ضخما يقوم على أرجل تشبه مخالب الطائر، ويوحي بالقدم والهرم.
وسألته كاثي في التليفون: «تقول إنه كبير الحجم لكن أليس جميلا؟»
ورد مازحا : «نعم، مثلك!»
فقالت : «حذار! أستطيع إنقاص وزني لكنك لن تستطيع أبدا إعادة الشعر إلى رأسك!»
عندما التقيا، كانت كاثي مشغولة بالحفاظ على رشاقتها لكنها كانت أنحف مما ينبغي. كانت في طفولتها سمينة، في أعين البعض على الأقل، وكان وزنها يتفاوت ارتفاعا وانخفاضا بشدة في سني المراهقة. كانت تطلق العنان لشهيتها، ثم تلتزم بنظام غذائي صارم ثم تعود إلى إطلاق العنان، وعندما تزوجا أصر زيتون على أن يجعلها تتجاوز قضية وزن الجسم وأن تأكل مثل الأسوياء. وأصغت لما يقول، فإذا به يتفكه الآن بأنها تمادت في العمل برأيه! كانت تقول لأصدقائها: «الحمد لله على العباية.» كانت عندما تريد عدم الانشغال بالملابس أو القلق على هذا الزي أو ذاك، تولى الزي الإسلامي الذي ينسدل من الكتف إلى الأرض حل المشكلة - حلا مهندما!
وسمعت طرقة على الباب فذهبت لتفتحه فوجدت ميلفن، وهو عامل طلاء من جواتيمالا، وكان يريد الحصول على أجره الأسبوعي قبل نهاية الأسبوع.
كان زيتون حاسما في جهوده لتقديم الأجر المجزي ودون تأخير للعمال، وكان دائما ما يستشهد بالحديث الشريف: «أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه.» وكان يستند هو وكاثي إلى هذا الأساس الصلب في إدارة العمل، ولم يفت العمال إدراك ذلك.
ومع ذلك فقد كان زيتون يفضل أن يدفع الأجور أيام الأحد أو الإثنين؛ لأن الدفع يوم الجمعة يجعل عددا كبيرا من العمال يختفي طوال عطلة نهاية الأسبوع، ولكن كاثي كان لها قلب شفيق، وكان اعتزامها تأجيل الدفع ولو ساعة يضعف في وجود هؤلاء العمال الذين يتفصدون عرقا، وعلى عقل أصابعهم الدم، ونشارة الخشب تغطي سواعدهم.
قالت له: «لا تخبر زيتون!» وكتبت الشيك له.
وأدارت كاثي جهاز التليفزيون وتنقلت بين القنوات، كانت كل محطة تغطي أنباء العاصفة.
Page inconnue