Zaydiyya : Une étude du projet et une recherche sur les composants
الزيدية_قراءة في المشروع وبحث في المكونات
Genres
من أبرز ما تميزت به الزيدية المكانة العالية التي جعلوها للأئمة من أهل البيت". فكانت لهم المرجعية السياسية، كما إن إجماعهم صار أحد الأدلة على الأمور الفرعية، إضافة إلى أن أبرز أعلامهم سياسيا وعلميا كانوا من أهل البيت. ولذا فتجدر الإشارة إلى مرادهم من أهل البيت، وسبب منحهم هذه المكانة العالية باختصار شديد. أهل البيت وفق فهم الزيدية والمنطلق من مجموعة من الأدلة المتظافرة هم الإمام علي بن أبي طالب، والإمام الحسن بن علي، والإمام الحسين بن علي"؛ ومن نحا نحوهم وسار بسيرتهم واقتدى بأفعالهم من ذريتهم. أما من خرج عنهم فلم ينح منحاهم في العلم والعمل، ولم يعرف حرمتهم وقدرهم، ولم يراع منزلتهم، فليس داخلا في ما ورد من فضائلهم. وأعلامهم بعد الحسنين كثيرون؛ وأهمهم إلى آخر القرن الثالث هم: الإمام الرضا الحسن بن الحسن(ت93ه)، والإمام السجاد علي بن الحسين(ت94ه)،والإمام باقر علم الأنبياء محمد بن علي بن الحسين(ت114ه)،والإمام زيد بن علي(ت122ه)، والإمام عبد الله ابن الحسن بن الحسن كامل أهل البيت في زمانه(ت145ه)، والإمام علي ابن الحسن بن الحسن بن الحسن عابد أهل البيت (ت145ه)، والإمام المهدي محمد بن عبد الله النفس الزكية (ت145ه)، والإمام إبراهيم بن عبد الله (ت145ه)، والإمام الصادق جعفر بن محمد بن علي(ت148ه)، والإمام عيسى بن زيد(ت166ه)، والإمام الحسين بن علي بن الحسن الفخي(ت169ه)، والإمام إدريس بن عبد الله(ت177ه)، والإمام يحيى بن عبد الله(ت180ه)، والإمام موسى بن عبد الله بن الحسن(ت180ه)، والإمام الكاظم موسى بن جعفر(ت183ه)، والإمام محمد بن إبراهيم(ت199ه)، والإمام الرضا علي بن موسى(ت203ه)، والإمام علي بن جعفر العريضي(ت210ه)، والإمام أحمد بن عيسى(ت247ه)، والإمام عبد الله بن موسى الجون(ت247ه)، والإمام نجم آل رسول الله القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل الرسي(ت247ه)، والإمام الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد(ت260ه)، والإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين(ت298ه)، والإمام الناصر الأطروش الحسن بن علي(ت304ه). واقتصرت على ذكر أولئك؛ لأن المرحلة التي عاشوها تعتبر المرحلة الأساسية في صياغة الفكر الأصولي والسياسي للزيدية، وفيها تجلت رؤية أهل البيت لتلك القضايا. ويتفاوت أولئك الأئمة من حيث انتشار فكرهم واشتهار مؤلفاتهم. فأشهر أولئك من هذا الاعتبار هم: الإمام الهادي يحيى بن الحسين، والإمام القاسم بن إبراهيم الرسي، والإمام الناصر الأطروش، والإمام زيد بن علي، والإمام الحسن بن يحيى بن الحسين، والإمام أحمد بن عيسى بن زيد. والترتيب بينهم بحسب شهرة وكثرة ما تدوالته الزيدية عنهم. وأما من سواهم، فتوجد عنهم روايات كثيرة، ولكنها لا تبلغ حد ما روي عن أولئك. سبب المكانة العالية لأهل البيت أمران: أولهما: ما كان لأهل البيت" من دور بارز في المحافظة على روح الإسلام متمثلة في الأصلين البارزين: الإيمان بالله وضرورة قيام إمامة عادلة. الثاني: مجموعة من الأدلة القرآنية والنبوية. من أبرزها قوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}[الأحزاب:33]، والصلاة الإبراهيمية، وحديث الثقلين الذي فيه: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)). وفي آخر أحد ألفاظه: ((فانظروا كيف تخلفوني فيهما)). والحديث لا يتعارض مع الحديث الآخر الذي ضعفه الألباني وورد بلفظ: ((كتاب الله وسنتي))، بل يكملان عضهما البعض. أما الآية، فقد أشارت إلى أنه تعالى سيطهر أهل البيت عن الرجس، وأفادت ذلك بصيغ تأكيد قوية جدا. ف"إنما" تفيد التأكيد،وتقديم "عنكم" يفيد التأكيد، و"يطهركم" هو تأكيد لمعنى "يذهب الرجس"، و"تطهيرا" أيضا تفيد التوكيد. إن مجرد ذكر أهل البيت في هذه الآية الكريمة، بالصيغة هذه، تدعو إلى التأمل العميق.
Page 100