Mon Mari Tharwat Abaza

Afaf Aziz Abaza d. 1438 AH
31

Mon Mari Tharwat Abaza

زوجي ثروت أباظة

Genres

ويقول أيضا إنه يعجب بغزارة قراءته وبتنوعها، وبغوصه في أعماق ما يقرأ، وبقدرته على الاحتفاظ بها في ذهنه ثم يبسطها ويسقيها لقراء عموده اليومي رشفة رشفة؛ حتى تسهل على غير المتخصصين، وأما كتبه فهي خلق وإبداع، وقد اصطلى الأستاذ «أنيس منصور» بنيران حكم الستينيات، وكان ثروت معه بقلبه وبعواطفه.

والسفير «بكر عبد الغفار» كان زميلا لزوجي في كلية الحقوق وصديقا من أعز أصدقائه، والغريب أنهما ولدا في يوم واحد من نفس السنة، 28 يونيو سنة 1927م، وحدث أن دعي ثروت إلى مؤتمر في إسبانيا، ودعي في نفس المؤتمر المهندس الفذ العبقري «حسن فتحي»، وكلم «ثروت» صديقه السفير «بكر عبد الغفار» وطلب منه أن يحجز لنا في فندق قريب من المؤتمر، فما كان من السفير إلا أن دعانا ومعنا أمينة للإقامة في منزله في مدريد، ولما وصلنا كان في انتظارنا في المطار السفير والسيدة الفاضلة حرمه وهي «رقية الباسل» حفيدة المناضل العظيم «محمد الباسل»، ومن أول لقاء لي معها قامت بيننا وحتى الآن صداقة أساسها التفاهم والتقارب والحب.

وأما الدكتور العالمي «أحمد عكاشة» فبدأت صداقة «ثروت» له بعد هزيمة 67، فقد أحس بانقباض مستمر، وعدم رغبة في النوم، وعدم رغبة في الطعام؛ فتوجه إلى الدكتور «أحمد عكاشة». وبعلاج طويل استطاع أن يشفيه من الاكتئاب الذي أصابه، واستمر على العلاج ثلاثين عاما خوفا من عودة الاكتئاب مرة أخرى. وكان يقول لي: «أي مرض أهون علي من الاكتئاب.» وبعد مدة طويلة اشتكى للدكتور «أحمد» من عارض ألم به فقال له سأغير العلاج، ولكن «ثروت» لم يستجب للأدوية الجديدة؛ مما جعله يذهب إلى طبيبه في بيته - وهذا ما لا يحدث مع الأطباء - ولكن للصداقة أحكام، واضطر الدكتور «أحمد» أن يعيده إلى دوائه القديم، واستمرت الصداقة واستمر الحب والإعجاب المتبادل، كل هذا ولم تتدخل المادة في هذا العلاج الطويل الذي دام سنوات.

كانت صلته بالأستاذ المرحوم «عبد الفتاح الشناوي» صلة كلها عواطف جميلة، وكان مديرا لمكتب أبيه عندما كان وزيرا للأوقاف، كانا يعودان إلى الماضي أثناء مكالمات تليفونية طويلة ويومية ويتذكران معا شعر الشعراء الذين كانوا يتوافدون على منزل دسوقي باشا في العباسية، وصلة أخرى تربط بالماضي وهي صلته بالأستاذ «السيد هاشم» وهو من ذوي قرباه نسبا ومن أسرة دينية في الشرقية. وكان عندما ينتهي اليوم الدراسي يتجولان معا في أجواء الشعر عامة وأجواء شعر شوقي خاصة، وكانا في فترات الإجازة الصيفية يتولاهما ناظر مدرسة غزالة الإلزامية الأستاذ «أحمد الفراعيش» رحمه الله ويعلمهما ويقوم لسانهما للنطق العربي الفصيح الصحيح، وأما في القاهرة فكانا يحضران المحافل الأدبية والندوات الشعرية، وأشرفا معا على تلقين ممثلي الفرقة القومية نطق الشعر وحفظه على الوجه الأكمل عندما كانت الفرقة تمثل مسرحية «الناصر» الشعرية، تأليف أبي الشاعر «عزيز أباظة»، وظل الاثنان قرابة الشهر متفرغين لهذه المهمة حتى ضج مرتادو منزل «دسوقي باشا» من غياب زوجي عن البيت طيلة هذه المدة، وكتب له الأستاذ الشاعر «العوضي الوكيل»:

قد جئت أهفو للقاء فقيل عند زكي طليما

شهرا هنالك ما سئمت ولا تركت هناك يوما

يا بن الكرام، لكم نلوم وما نراك سمعت لوما

لكنه دأب الشباب يعوم في الشبهات عوما

وكتب له أحد الشعراء عندما حصل على شهادة التوجيهية وهي تعادل الثانوية العامة الآن من باب المزاح:

نجحت في التوجيهي

Page inconnue