Mon Mari Tharwat Abaza

Afaf Aziz Abaza d. 1438 AH
28

Mon Mari Tharwat Abaza

زوجي ثروت أباظة

Genres

من غير ما ذنب فصبر جميل

وإن كنت تبدلت بنا غيرنا

فحسبنا الله ونعم الوكيل

وبعد رحيل الدكتور طه حسين أسرع ثروت إلى «راماتان» وقابلته زوجته وقالت بالفرنسية (مسيو أباظة، لقد كان يحبك كثيرا). وأما الأستاذ الكبير والأديب العالمي نجيب محفوظ فمنذ زواجي وأنا أرى زوجي يرفع سماعة التليفون الساعة الرابعة من كل يوم ليتكلم معه، وظلت هذه المكالمة تحدث على مدى سنوات طويلة إلى أن تعذر على الأستاذ نجيب محفوظ استعمال الهاتف. وكان ثروت يعتبر «نجيب محفوظ» من أستاذته والرائد في فن الرواية، ولم يترك حرفا خطه قلم نجيب محفوظ إلا وقرأه بإعجاب. وكان ثروت يذهب كل يوم خميس إلى منزل نجيب محفوظ ثم يتوجهان معا إلى قهوة في العباسية، وكانت السهرة حينذاك في منزل الفنان الكبير الأستاذ «أحمد مظهر» وكانت تدور بينهم أحاديث شيقة ومتنوعة، أعتقد أن كل محبي الأدب يتمنون أن يستمعوا إليها.

وقد قال له الأديب العالمي مرة: «لو أن عشرة قراء يقرءون لي مثلك بكل هذا الوعي وبكل هذا التعمق لاكتفيت بهم.»

وفي سهرة من هذه السهرات قال زوجي لأستاذه: ألم يكتب أحد عن الشرعية في مصر فأجابه فعلا لم يكتب أحد. - إذا فسأكتب أنا عنها.

وقرأ كتب الأئمة الأربعة باحثا عن بطلان زواج البكر إذا تم بغير رضاها؛ وكانت رواية «شيء من الخوف».

وحينما تعرض نجيب بك لحادث الاغتيال أسرع ثروت إلى المستشفى ولم يتمالك نفسه من البكاء فقال الأديب العالمي: «هل أنت الذي أصبت أم أنا؟»

وكان حب ثروت لنجيب بك حبا نابعا من أعماق قلبه وكان إعجابه به إعجابا ليس له نظير وابتدأ هذا الإعجاب منذ ظهور رواية «القاهرة الجديدة» سنة 1944م.

ولما حصل نجيب محفوظ على جائزة «نوبل» اهتزت مصر كلها فخرا وفرحا، وكرمه الرئيس حسني مبارك في حفل كبير، تكلم فيه ثروت بدافع من حبه وعميق تقديره.

Page inconnue