Le mari de la femme en plomb et sa belle fille

Abdel Aziz Baraka Sakin d. 1450 AH
50

Le mari de la femme en plomb et sa belle fille

زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة

Genres

قال له جعفر: دعنا نتبعهم وحتما سنكتشف مذهبهم.

ارتديا جلبابين نظيفين، وضع كل منهما على رأسه عمامة، وحملا عصيهما بعد أن انتعلا مراكيبهما، خرجا، توقفا للحظات في منتصف الشارع العام، إلى أن مر رجل شاب يحمل حقيبة يد، يبدو أنه قد جاء من سفر شاسع لتوه، قال جعفر: أنا سأتبع هذا.

وبقي والدك، وما هي إلا لحظات قصيرات حتى قدمت امرأتان، إحداهن سيدة متزوجة، وعرف والدك ذلك برؤيته لحناء قدمها، أما الأخرى فكانت فتاة بعد المراهقة تقريبا بعام أو أقل، تسيران في الاتجاه المضاد لمسار رجل جعفر ذي حقيبة اليد، فقال والدك في نفسه: أنا سأتبعها لأعرف أين يذهب المارة، وحينها سألتقي بجعفر، وإن ذهب هو للاتجاه المضاد سنلتقي عند مذهب المارة.

ومضى خلفهما بزمن ومسافة قصيرين.

قال لك والدك: كنت أتجاهل تصرفك ليس لأجلك، لكن من أجل نفسي وحريتي أنا الذاتية، من أجل معرفتي ووعيي، من أجل عشرات السنين التي قضيتها أعلم نفسي الأسماء، فما كنت آخذا ما أعطيتك إياه من حرية بيدي اليمنى، ما كنت آخذه باليد اليسرى، لكن قال لك: يا بنتي منى، الحرية من غير وعي ومعرفة عبودية، هي العبودية بعينها.

ناقشك جعفر في أمور شتى، منها الدين، اكتشفت فجأة أنك لم تفكري في أمره بجدية، ولو أنك بين الحين والآخر تجدين نفسك تفكرين في الحريات السياسية والمدنية والشخصية وحظر التجوال.

قال لك جعفر: الدين سبيل خيرة.

وابتسم نصف ابتسامة قبل أن يلحق بوالدك في الصالون، كان عبد الله دائما ما يلاحقك بمسألة الزواج، يعجبه فيك جمالك فقط، الذي لم يعطه الفرصة للتفكير في محاسن فيك أخرى، وكان أبوه يحذره في بادئ الأمر منك قائلا: احذر خضراء الدمن!

وكان يعرف أن معنى خضراء الدمن هي الحسناء في منبت السوء، تماما كما يرى والده فيك، لكن فشل فشلا ذريعا في أن يوجه عاطفته نحو فتاة أخرى أجمل منك؛ لأنه وكما اقتنع والده أخيرا، لا توجد فتاة أجمل منك، أو بالأحرى لم تقع عيناه على أجمل، أخواته ولا صبيات أعمامه ولا غادات المدينة كلها ، كنت الجميلة بدون منازع، وأنت تعرفين ذلك؛ لذا ما كنت تتعجلين للزواج؛ لأنه حتما سيأتي من يتزوجك يوما ما، أو كما يقول والدك: في آن ما.

لكن أيضا ملاحقته لك كانت تملؤك بالشعور بالرضا، وتشبع فيك غرور الأنثى، غرور أنك مرغوبة، أنك محور تفكير ومحور اهتمام، وأنك جميلة، وأنك مغرية وجذابة، وأنك ساحرة، وأنك إنسان لا يتكرر، وأنك ... وأنك، تملؤك زهوا وجمالا، كنت تحبينه، لكن من موقف القوي، وكان يعشقك لكن من موقف الضعيف، وهو يعي ذلك جيدا ويقدره، عكس موقف أخيك رياك الذي كان هو الجانب الضعيف في العلاقة، وياسمين هي الجانب القوي، وما ذنبه؟ إلا لأنه كان أسود كقلب الأبنوس، في لون أمه مليكة شول، وكما يقولون: الولد خال، فهو نسخة من خاله ملوال، في الطول والشفاه الغليظة والأذرع الطويلة القوية، والصوت الجهوري، حتى في تعصبه الديني وفي مشيته، إذا، لقد كان وسيما بمقاييس الغابة، لكن من يقنع والد ياسمين بذلك؟ من يستطيع أن يؤكد له بأن هذا الولد الذي تراه قبيحا هو أيضا وسيم! الذي تراه عبدا هو أيضا حر! الذي قد لا تراه أبدا هو أيضا موجود، تضامنا مع أخيك رياك قلت بينك ونفسك: إذا لم تتزوج ياسمين رياك لن أتزوج عبد الله إبراهيم.

Page inconnue