Le temps en philosophie et en science
الزمان في الفلسفة والعلم
Genres
I. Kant (1724-1804) إطاران مفطوران في صلب العقل الإنساني الذي يقوم بعملية المعرفة، شكلان قبليان للحساسية، يتم وفقا لهما ترتيب معطيات هذه الحساسية ومضمون خبرة الإنسان بالعالم الخارجي، أو تجربته الخارجية. فالزمان والمكان إذن صورتان قبليتان أو شرطان للمعرفة، مثلما هما - كما رأينا - إطاران للوجود.
والمعرفة والوجود - أو الإبستمولوجيا والأنطولوجيا - هما في خاتمة المطاف المحوران النهائيان اللذان لا بد أن يدور حول أحدهما أي جهد للعقل البشري. أما القيمة - الأكسيولوجيا - المحور الفلسفي الثالث والأخير، فمحض تقاطع بين المحورين الأولين، وتمثيل لعلاقة الذات العارفة بهذا الوجود ورؤيتها له وإسقاطاتها عليه.
من هنا كان الزمان والمكان بوتقة لمطلق قدر الإنسان، مطلق حدود عالمه وآفاق عقله. ويرى صمويل ألكسندر
S. Alexander (1859-1937) أنهما الأصل الهائل أو الحقيقة المبدئية التي نشأ عنها العالم، هيولى أولى أو جوهر أصلي أو خامة
صدرت عنها كل الوجودات بالانبثاق، فعن الزمان والمكان انبثقت أولا المادة، وبالتدريج انبثقت الحياة، ثم الوعي، وأخيرا الألوهية، بل إنهما يظلان أيضا ماهية الموجودات بعد انبثاقها عنهما، فتظل كل الأشياء مثل مصدرها زمانية مكانية،
7
ونجد أرنست كاسيرر
E. Cassirer (1874-1945) بفلسفته للأشكال الرمزية يعرف الإنسان بأنه حيوان رامز، فالرمز - لديه - هو الحد الفاصل لإنسانية الإنسان، وهو المفسر لجميع فعالياته؛ كالأسطورة، والدين، والأخلاق، والبناء الاجتماعي، أو السياسي، والفن، والفكر، والعلم ... إلخ. وكل هذه الفعاليات المتباينة يصهرها في بوتقة الإنسانية اشتراكها في شيء واحد؛ هو صلتها بالزمان والمكان. وأكثر من هذا يوضح كاسيرر أن الزمان والمكان في الفكر الأسطوري لم يكونا محض شكلين فارغين أو خالصين، بل كانا يعدان القوتين العظميين اللتين تحكمان كل شيء وتصرفان حياتنا الفانية وحياة الآلهة أيضا وتحددانها.
8 •••
من هذا التصور الأسطوري يتضح أنه إذا كنا قد أزحنا الجوهر الأرسطي وجعلنا الزمان والمكان في صدر المقولات والفكرتين الأوليتين، فإن هذا ليس كشفا حديثا، بل هو مجرد وضع الأصبع عليهما، أو بلورة ناصعة لما هو كائن منذ أن كان الإنسان، وفلسفة أرسطو ذاتها عنيت عناية بالغة بالزمان والمكان.
Page inconnue