Visiteur du paradis et autres pièces
زائر من الجنة: ومسرحيات أخرى
Genres
حقا، كيف غاب هذا عني؟ وتعرفه أيضا؟ تعرف كيف يسومني العذاب؟ كيف يمتص دمي ولحمي وعمري ومالي؟ هذا الذئب الجشع (تبكي) .
الشاب :
الجلاد الجزار المخمور السكير ... عجلي بالله عليك. (تنصرف وهي تمسح دموعها إلى الباب على اليسار، وتختفي وراءه لحظات في أثنائها يكلم الشاب نفسه.)
الشاب :
حقا إنها لغزال ثمين، وأنا الصياد الذي يعرف كيف يأكل لحم كتفيه وفخذيه، قادم من الجنة؟ لم لا ... ورأيته هناك؟ وكيف لا؟ أليس رجلا صالحا تزفه الملائكة وترعاه الحور العين ويباركه الأولياء والقديسون؟ يا لهذه الليلة الغريبة! ما أكثر ما طرقت على الأبواب فلم يفتح باب. أنا الذي عبرت النار وتلظيت بالجحيم طول حياتي، أسقط رأسا من الجنة على رأس هذه المسكينة، هي مثلي تعيش في الجحيم، مثلي أيضا تحلم بالجنة ... الجنة! ها ها ها! فلأضع الزوج البائس فيها، ولأضعك فيها إن شئت وشاء نصيبك. هل أحتاج لشيء غير الخيال؟ وهل ضيعني شيء كالخيال؟ سأشرب وأحشو بطني الفارغة منذ أيام إلا من كلأ الأرض وأشواك الصبار ... آه! رائحة اللحم تفوح، ليتك تأتين معها بشراب دافئ ... فالليلة باردة على القادم من الجحيم ... الخيال! ولماذا لا أطلب منها شيئا يدفئني، لا بل يدفئه من برد ... الجنة ... نعم نعم ... ولم لا؟ (تدخل المرأة وهي تحمل صينية عليها أطباق تتصاعد منها روائح الطعام، الشاب الذي وضع كيسه بجانبه يهرع لحملها وهو يلهث بالدعاء.)
الشاب :
بارك الله فيك أيتها المرأة الصالحة، لا عجب أن يكون زوجك الطيب في الجنة، وأن تلحقي به بعد عمر طويل.
المرأة :
كل واشرب أيها البشير الأمين، ولكن ماذا قلت؟
الشاب (وهو يقبل على الطعام بشراهة) :
Page inconnue