209
أصكّ مُصلَّم الأذنينِ أجنًى ... له بالسِّيِّ تنوم وآءُ أذلكَ أم أقبُّ البطن جأبٌ ... عليه من عقيقته عِفاءُ وقال القطامي: يمشين رهوًا فلا الإعجاز خاذلةٌ ... ولا الصدور علَى الإعجاز تتكلُ فهُنَّ معتدلات والحصى رمضٌ ... والريح ساكنةٌ والظل معتدلُ يتبعن سامية العينين يحسبُها ... مجنونة وترى ما لا ترى الإبلُ وقال كعب بن زهير: حرف أخوها أبوها من مُهجَّنةٍ ... وعمُّها خالُها قَوْداء شِمْليلُ تحفي التراب بأظلاف ثمانيةٍ ... بأربع وقعها في الأرض تحليلُ ولخلف الأحمر يصف الفرس: رحبُ الفروج كأن قنطرةً ... حيث التقى في الصُّلب أضلعُهُ مستقبل وجه الشمال لها ... زجلٌ علَى روقيه تقرعُهُ وكأنما جهِدت أليَّتُهُ ... ألا تمسَّ الأرض أربعُهُ وهذا مأخوذ من قول الأعشى: ما زلت أرمُقهمْ وآملُهمْ ... حتَّى أجدّوا السير فامتنعوا بجلالةٍ أُجدٍ مُداخلةٍ ... ما إن تكادُ خفافها تقعُ وللحطيئة: ترى بين لحييها إذا ما ترغَّمتْ ... لُعابًا كبيت العنكبوت المُمدَّدِ وتشربُ في القعب الصَّغير وإن تُقد ... بمشفرها يومًا إلى اللَّيل تنقدِ وإن نظرتْ يومًا بمؤخر عينها ... إلى عَلَم بالغور قالتْ لهُ ابعدِ وللشماخ: فَسَلِّ الهمَّ عنك بذات لوثٍ ... عذافرةٍ مُضبَّرةٍ أمون إذا بلغتني وحملت رحلي ... عرابة فاشرقي بدم الوتين فلعمري ما أنصفها ولا أحسن صحبتها إذ جعل مكافأتها على تبليغها إيَّاه لمنيته أن يفجعها بمهجتها. ولعمري لأحسن منه قول الحسن بن هانئ حيث يقول: أقولُ لناقتي إذْ بلَّغتني ... لقد أصبحت عندي باليمينِ فلم أجعلك للغربان نهبًا ... ولم أقلْ اشرقي بدم الوتين قال الراعي: وذات هِبابٍ صموت السُّرى ... بأعطافها العرقُ الأصفرُ وهي إذا قام في غرزها ... كمثل السَّفينة أوْ أوقرُ قال ذو الرمة: تُصغي إذا شدَّها بالرَّحل جانحةً ... حتَّى إذا ما استوى في غَرْزها تَبَبُ يعلو الحُزون بها عمدًا ليتبعَها ... شبهَ الضّرار فما يُزري بها التعبُ لشامة بن الغدير: كأنَّ يديها إذا أرقلتْ ... وقد جُرْنَ ثمَّ اهتدينَ السَّبيلا يدا سابحٍ خرَّ في غمرةٍ ... قد أدركه الموت إلاَّ قليلا ولآخر: إذا بركتْ خوَّتْ علَى ثَفَناتها ... مجافيةً صُلبًا كقنطرةِ الجسرِ كأنَّ يديها حين تجري صُفُورها ... طريدان والرجلان طالبتا وترِ تجوبُ بها الظّلماء عَين كأنَّها ... زجاجةُ شرْبٍ غيرُ ملأى ولا صفرِ تناسى طلاب السَّامريَّة إذْ نأتْ ... بأسحج مرقال الضحى قلق الضفْرِ ومن جيد ما قيل في جياد الخيل قول أبي دؤاد: وقد أغتدي في بياض الصَّبا ... ح وإعجاز ليلٍ موليِّ الذَّنَبْ بطرف ينازعني مرسنًا ... سلوف المقادة مَحض النَّسبْ إذا قيد قحّم من قاده ... وولَّى علابيُّهُ واجلعبْ كظهر الردينيّ بين الأكف جر ... ى في الأنابيب ثم اضطربْ ومن المختار قول امرئ القيس: مكرٍّ مفرٍّ مقبلٍ مُدبرٍ معًا ... كجلمود صخرٍ حطَّه السيلُ من علِ كُميت يزلُّ اللِّبدُ عن حال متنه ... كما زلَّت الصَّفواء بالمتنزّلِ علَى الذّيل جياش كأنَّ اهتزامَهُ ... إذا جاشَ فيه حميمُهُ غَليُ مِرجلِ مِسَحٍّ إذا ما السابحات علَى الونى ... أثرْنَ الغبارَ بالكديد المُركلِ يزل الغلام الخف عن صهواته ... ويلوي بأثواب العنيف المثقلِ دَريرٍ كخذروف الوليد أمرّهُ ... تتابع كفَّيه بخيط مُوَصّلِ له أيطلا ظبي وساقا نعامةٍ ... وإرخاء سرحان وتقريب تتفلِ ضليع إذا استدبرته سدّ فرجةً ... بضاف فويق الأرض ليس بأعزلِ كأنَّ سراته لدى البيتِ قائمًا ... مداك عروس أوْ صراية حنظلِ كأنَّ دماء الهاديات بنحرِهِ ... عصارة حِنَّاءٍ بشيبٍ مرجَّلِ قال أُبي بن أبي سلمى بن ربيعة بن ريَّان:

1 / 209