202
يقول أخي لا تنتضي السيفَ واغتنمْ ... من اللَّيث عنَّا بالطَّريق تعرُّضا فقلتُ وقد سدَّ الطَّريق بوجهه ... وقابلني وجهًا من اللَّيث أعرضا أموتُ وسيفي مُغْمدٌ في قرابه ... ويوجد بعدي مغمدًا غير مُنتضى فلم طال حملي نصله وقرابه ... إذا أنا لم أضرب به من تعرَّضا وقال عبد العزيز بن أرطاة الكلابي: فلم ولدتني أمُّ عمرو وشدّدتْ ... عليَّ حِذار الموت خيط التمائمِ إذا أنا لم أخلف لها من رجالها ... رجالًا ولم أدفع ظلامة ظالمِ قال علي بن يحيى الأميني: لقد طال حملي الرمح حتَّى كأنه ... علَى فرسي غصن من الدوح نابتُ يطول لساني في العشيرة مصلحًا ... علَى أنَّه يوم الكريهةِ صامتُ أنشدني محمد بن الخطاب الكلابي: دع الهَوَى والهجر في النَّار ... وكلَّ بكَّاءٍ علَى الدَّارِ ما الفخر إلاَّ للكريم الوفي ... في جحفلٍ للموت جرّارِ والنَّار لا العار فكنْ سيّدًا ... فرَّ من العار إلى النّارِ قال أبو الحسن يحيى بن عمر العلوي يوم قتل: هوان الحياة وهول الممات ... وكُلًاّ أراه طعامًا وبيلا فألاَّ يكن غير إحداهما ... فسيروا إلى الموت سيرًا جميلا ولا تهلكوا وبكم مِنَّةٌ ... كفى بالحوادثِ للمرءِ غولا قال علي بن محمد العلوي: إذا اللَّئيم مطَّ حاجبيه ... وذاد عن حريم درهميه فأقذف عنان اللؤم في يديه ... وأغدُ إلى السَّيف وشفرتيه فاستنزل الرزق بمضربيه ... إنْ قعدَ الدَّهرُ فقم عليه ولعلي أيضًا: قلبي نظيرُ الجبل الصعب ... وهمتي أوسعُ من قلبي فاستخر الله وخذ مُرهفًا ... وافتك بأهل الشرق والغربِ ولا تمت إن حضرت ميتةٌ ... حتَّى تميتَ السَّيف بالضّربِ الباب السابع والسبعون ذكر ما للشعراء في التحذير والإغراء حدثني إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: حدثنا إبراهيم بن بشار قال: حدثنا سفيان بن عمر بن دينار، وأبو أيوب عن عكرمة وداود بن سابور وابن جريج عن مجاهد قالا: كان لرسول الله ﷺ حلف من خزاعة فذكر صدرًا من خبر فتح مكة فيه، ودخل النَّبيّ ﷺ من كداء، وقال: اللهم اضرب على أسماعهم وعلى أبصارهم فلا يشعرون بنا حتَّى نهجم عليهم. فأنشأ حسان بن ثابت الأنصاري يقول: عدمتم خيلنا إن لم تروها ... تثير النقع موعدُها كداءُ تظلُّ جيادنا مُتمطراتٍ ... تُلطمهُنَّ بالخمر النّساءُ قال سفيان: فلقد كانت المرأة تردُّ وجه الفرس بخمارها عن بابها. قال عدي بن زيد العبادي يحرض ابنه على من حبسه: ألا هبلتك أمُّك عمرو بعدي ... أتقعد لا تريم ولا تصولُ ألم يحزُنكَ أن أباك عانٍ ... وأنتَ مُغيَّبٌ غالتك غولُ تُغنيك ابنة القين بن جسرٍ ... وفي كلب وتُضحكك الشمولُ فلو كنت الأسير ولا تكنه ... إذًا علمتْ معدٌّ ما أقولُ فإن أهلك فقد أبليت قومي ... بلاءً كله حسنٌ جميلُ وقال لقيط بن معبد الأيادي: يا قومُ إن لكم من إرث والدكم ... مجدًا قد أشفقت أن يودي وينقطعا ما لي أراكم نيامًا في بُلهنيةٍ ... وقد ترون شهابَ الحرب قد لمعا ألا تخافون قومًا لا أبا لكم ... أمسوا لديكم كأرسال الدّبا شرعا لا تجمعوا المال للأعداء إنهم ... إن يظهروا يحتووكم والتّلاد معا ماذا يردُّ عليكم عزُّ أولكم ... إن ضاعَ آخره أوْ ذلَّ فاتضعا قال أبو طالب: خذوا حظّكم من سلمنا إن حربنا ... إذا ضرَّستنا الحرب نارٌ تسعَّرُ وإنّا وإياكم علَى كل حالةٍ ... كمثلان بل أنتم إلى الصلح أفقرُ وله أيضًا: كذبتم وبيت الله يُقتل أحمدُ ... ولما نناضل دونه ونُقاتِلُ ونُسلمه حتَّى نُصرّعَ حوله ... ونذهل عن أبنائنا والحلائلُ قال النابغة الجعدي: فأبلغ عِقالًا إنَّ غاية داحسٍ ... بكفيك فاستأخر بها أو تقدَّمِ تجيرُ علينا وائل بدمائنا ... كأنك ممَّا نال أشياعنا عمي

1 / 202