أما ادِّعَاء مبْنى على الظَّن والتخمين بِأَن الْخضر ﵇ حَيّ وَلَا يزَال إِلَى قيام السَّاعَة، فَلَيْسَ فِيهِ دَلِيل وَلَا برهَان، بل هُوَ مُجَرّد وعاز من الْأَصَالَة وَالتَّحْقِيق وخرافة لَيست من الدّين فِي شَيْء. (إِن هِيَ إِلَّا أَسمَاء سميتموها أَنْتُم وآباؤكم مَا أنزل الله بهَا من سُلْطَان، إِن يتبعُون إِلَّا الظَّن وَمَا تهوى الْأَنْفس، وَقد جَاءَ من رَبهم الْهدى) .
هَذَا الْكتاب يحتوي على النُّصُوص الْمُوَافقَة والمخالفة المهمة، والأدلة القوية الصَّرِيحَة فِي الْمَوْضُوع، لما لمؤلفه شخصية موسوعية، وَعلم غزير، واطلاع وَاسع على كتب الْعلمَاء القدامى والمحدثين. وستنكشف حَقِيقَة اسْتِمْرَار حَيَاة الْخضر ﵇، تتبخر ادعاءات المدعين بذلك، خلال دراسة هَذَا الْكتاب، إِن شَاءَ الله.
الْكتب المستقلة فِي أَخْبَار الْخضر: لما كَانَ مَوْضُوع بَقَاء الْخضر ﵇ وَعَدَمه مُخْتَلفا فِيهِ لَدَى الْعلمَاء، فاسترعى انتباههم لكشف الستار عَن وَجهه، فألفوا كتبا مُسْتَقلَّة كَثِيرَة، قد عثرت على أَسمَاء بَعْضهَا خلال مُرَاجعَة المصادر والمراجع فِي الْمَوْضُوع، وَمِنْهَا: ١. جُزْء فِي أَخْبَار الْخضر: لأبي الْحُسَيْن أَحْمد بن جَعْفَر بن الْمُنَادِي الْبَغْدَادِيّ (- ٣٣٦ هـ) . ٢. جُزْء فِي أَخْبَار الْخضر: لعبد المغيث بن زُهَيْر الْحَرْبِيّ الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ (- ٥٨٣ هـ) ٣. عجالة المنتظر فِي شرح حَال الْخضر: لعبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن
1 / 3